الاحتياطي الاسترالي بصدد اتخاذ قرار الفائدة الجديد؟ السيناريو المتوقع!

الاحتياطي الاسترالي بصدد اتخاذ قرار الفائدة الجديد؟ السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات البنك الاحتياطي الاسترالي

ستراقب أسواق العملات باهتمام شديد صدور قرارات البنك الاحتياطي الاسترالي حول الفائدة خلال مارس الجاري، وسط توقعات بأن يبقي البنك على السياسة النقدية دون تغيير، ولذلك، ستراقب الأسواق بيان الفائدة وتصريحات محافظ البنك، والتي قد يكون لهذه القرارات تأثير كبير على أسواق العملات وتحديدا على أزاوج الدولار الاسترالي، وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية في أستراليا مؤخرا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية المتباينة في أستراليا وعلى رأسها بيانات التضخم والنمو الاقتصادي ومبيعات التجزئة، وفي هذا الإطار، أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في أستراليا، بأن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في أستراليا سجلت نحو 3.4% على أساس سنوي خلال شهر يناير الماضي، وجاء هذا أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتزايده إلى 3.6%. وبالنسبة لمعدل التضخم الأساسي المعدل (والذي يستثني أسعار 30% من أكثر السلع تقلبا في الأسعار وكذلك أسعار السفر)، فقد سجلت قراءه يناير نحو 4.1% على أساس سنوي، بعدما سجل المؤشر نموا بواقع 4.2% خلال شهر ديسمبر الماضي.

وأيضا، جاءت قراءة مؤشر النمو الاقتصادي في أستراليا على أساس ربع سنوي سلبية، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي نموا بنحو 0.2% خلال الربع السنوي الرابع من العام الماضي، وذلك بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي بحوالي 0.3%، علما بأن البلاد قد سجلت نموا بالربع السنوي الثالث بلغ 0.2%، وتمت مراجعتها صعودا إلى 0.3%.

وكذلك، أوضحت بيانات مكتب الاحصاء الاسترالي، سلبية بيانات التوظيف داخل أستراليا خلال شهر يناير الماضي، حيث أضاف اقتصاد أستراليا نحو 0.5 ألف وظيفة، وهو ما جاء أقل بكثير من توقعات الأسواق بأن يضيف الاقتاد حوالي 26.4 ألف وظيفة. وفي الوقت ذاته، ارتفع معدل البطالة داخل أستراليا لأعلى مستوياته منذ عام تقريبا قرب مستوى 4.1% خلال يناير، بينما كانت التوقعات تشير لارتفاع البطالة إلى 4.0% فقط.

وبالتالي، يمكن القول بأن استقرار التضخم الاسترالي وضعف بيانات النمو الاقتصادي والتوظيف، قد يدفع الاحتياطي الاسترالي للحذر قبل اتخاذ أي قرار جديد بشأن الفائدة، إلا أنه قد يلمح إلى احتمالية خفض الفائدة قريبا.

ثانيا: ما هي توقعات البنوك لقرارات الاحتياطي الاسترالي؟

تشير أغلب التوقعات إلى أن الاحتياطي الاسترالي قد يبقي على الفائدة دون تغيير، حيث رأى الخبراء لدى بنك ANZ أنه من المتوقع أن يبقي البنك على الفائدة دون تغيير مع الإشارة إلى احتمالية رفع الفائدة مجددا، وقد يسلط بيان الفائدة الضوء على المخاطر المتمثلة في ترسيخ التوقعات التضخمية المرتفعة، وقد يصف البيان سوق العمل بأنه قوي (استنادا إلى المقاييس التي يستخدمها بنك الاحتياطي الاسترالي).

وأيضا، أشار الخبراء لدى بنك ويستباك إلى أنه من المتوقع أن يترك بنك الاحتياطي الاسترالي سعر الفائدة دون تغيير عند 4.35%، وأنه من المرجح أن يظل البنك معلقا بشأن الفائدة حتى سبتمبر المقبل، حيث سيكون مجلس الإدارة واثقا بدرجة كافية من إمكانية خفض الفائدة بوتيرة تدريجية ومدروسة.

وفي الوقت ذاته، تحدث خبراء Rabobank عن كونهم لا يتوقعون أي تغيير في سعر الفائدة أو ميل البنك نحو تشديد السياسة النقدية بشكل طفيف، خاصة وأن اجتماع بنك الاحتياطي الاسترالي سوف يسبق تقرير سوق العمل لشهر فبراير بيومين.

ثالثا: تصريحات صانعي القرار داخل الاحتياطي الاسترالي:

في الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات من قبل صانعي القرار داخل الاحتياطي الاسترالي والتي تعطي تلميحا حول السياسة النقدية المستقبلة، حيث أدلت محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي ميشيل بولوك، أمام البرلمان، ببعض التصريحات الهامة المتعلقة بمعدلات التضخم والسياسة النقدية في البلاد، وبهذا الشأن، قالت بأن الاحتياطي الاسترالي بوضع جيد لخفض التضخم في فترة زمنية معقولة، وأن التضخم مستمر في الانخفاض، خاصة في الخدمات.

وبدروها، قالت عضو بنك الاحتياطي الاسترالي ماريون كوهلر، إنه من المتوقع وأن يعود التضخم إلى النطاق المستهدف في عام 2025، ومن ثم يصل إلى نقطة المنتصف بحلول عام 2026. وأيضا، أعربت عضو الاحتياطي الاسترالي عن مخاوف جديدة تجاه حالة عدم اليقين في توقعات التضخم الحالية لاقتصاد أستراليا، حيث توقعت كوهلر أن تعود الأسعار إلى الارتفاع بوقت ما خلال عام 2025.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات الاحتياطي الاسترالي:

يتمثل السيناريو الأول في إبقاء الاحتياطي الاسترالي على الفائدة دون تغيير، ولكن بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الاسترالي وتصريحات محافظ البنك قد يتضمنا أي تلميحات حول الاقتصاد والفائدة، وإذا تضمن البيان أي سيناريو حول خفض الفائدة قريبا وهدوء التضخم، فقد يكون لهذا السيناريو تأثير سلبي على تحركات الدولار الاسترالي.

بينما، السيناريو الثاني يتمثل في قيام الاحتياطي الاسترالي بالإبقاء على الفائدة دون تعديل، ولكن مع التأكيد على استمرار مخاوفه حول ضغوط التضخم داخل البلاد، وهذا بدوره يدفع البنك لرفع الفائدة مجددا إذا استمرت ضغوط التضخم لفترة طويلة، وهذا السيناريو إذا ما حدث سيكون إيجابي للدولار الاسترالي أمام العملات الرئيسية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image