شهية المخاطرة بالأسواق تتحرك بقوة فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي!

أثرت بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر فبراير الماضي على تحركات شهية المخاطرة بصورة قوية فور صدورها اليوم، حيث أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد بمقدار 275 ألف وظيفة، بالمقارنة مع 229 ألف وظيفة لشهر يناير الماضي، فيما انخفض متوسط الأجور السنوي بالساعة من 4.4% في يناير إلى 4.3%.

عاجل... تباين أداء بيانات التوظيف الأمريكية خلال فبراير والدولار يتحرك بقوة!

وفيما يلي، يمكن إيضاح كيف أثرت هذه البيانات على تحركات شهية المخاطرة:

أولا: شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية

انتعشت شهية المخاطرة بوضوح وأثرت إيجابا على سوق الأسهم بدعم من تزايد احتمالات قرب خفض الفائدة، فبالنسبة إلى الأسهم الأمريكية يمكن القول أن انخفاض معدل الأجور في فبراير قد يؤدي إلى تراجع حجم الإنفاق الاستهلاكي، وهو أحد مغذيات التضخم في الولايات المتحدة، ما يعني أن الفيدرالي الأمريكي أصبح يواجه ضغوط أقل للحفاظ على سياسته النقدية التشديدية، الأمر الذي قد يدفع الفيدرالي لخفض الفائدة قريبا.

وفي نفس الوقت، انتعش أداء الأسهم الأوروبية مستفيدة من تفاؤل الأسواق بشأن قرب خفض الفائدة خصوصا في ظل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عدد من صناع السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي والتي رجحت في المجمل احتمالية أن يناقش البنك المركزي خفض الفائدة بالاجتماعين المقبلين.

ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الرئيسية

وجد الدولار الأمريكي ضغوطا هبوطية قوية فور صدور قراءات سوق العمل والتي أثارت احتمالات قرب تيسير السياسة النقدية داخل الولايات المتحدة نتيجة لارتفاع معدل البطالة إلى 3.9% من 3.7% في يناير، إلى جانب ضعف الأجور والذي قد يؤدي لانحسار الضغوط التضخمية، وما له من انعكاسات سلبية على الدولار؛ ما عزز التحركات الهبوطية للعملة الخضراء لصالح ارتفاع أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى.

ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة

حققت أسعار معدن الذهب ارتفاعات قياسية مجددا مستفيدة من الهبوط القوي لتحركات الدولار الأمريكي، حيث بدا الذهب المقوم بالعملة الخضراء فرصة استثمارية أقل تكلفة لحاملي العملات الأجنبية الأخرى.

وفضلا عن هذا، تمكنت أسعار عقود النفط الخام من تقليص خسائرها المبكرة بعد صدور بيانات سوق العمل حيث عادة ما يتأثر النفط الخام بتطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة نظرا لأن البلاد تعتبر أكبر مستهلك عالمي للخام، وتشديد السياسة النقدية قد يؤدي لضعف النمو الاقتصادي وبالتالي الطلب الأمريكي على النفط الخام، لذا، وجدت أسعار النفط بعض الدعم من تزايد احتمالات قرب خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة.