تعافي قوي لشهية المخاطرة رغم سلبية مؤشرات مديري المشتريات، فلماذا؟

تعافي قوي لشهية المخاطرة رغم سلبية مؤشرات مديري المشتريات، فلماذا؟
شهية المخاطرة

شهدت الأسواق العالمية اليوم الخميس انتعاشا قويا في شهية المخاطرة وسط يوم حافل بصدور مجموعة مؤشرات مديري المشتريات في أوروبا والولايات المتحدة، فضلا عن صدور بعض من أهم الشركات الكبرى بالسوق الأمريكي.

وعلى الرغم من سلبية بيانات قطاع التصنيع الأوروبي الصادرة اليوم، إلا أن البيانات قد أوضحت أن قطاع الخدمات في منطقة اليورو قد خرج أخيرا من منطقة الانكماش خلال شهر فبراير، وذلك للمرة الأولى منذ يوليو من العام الماضي، وهو ما ينظر إليه الآن على أنه قد يشير إلى نقطة تحول في أداء اقتصاد الكتلة المتعثر.

وفي المملكة المتحدة، ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب إلى أعلى مستوى له منذ مايو من العام الماضي، ليسجل 53.3 نقطة، وهو ما علق عليه كبير اقتصاديي الأعمال في S&P Global،كريس ويليامسون، أنه يتوافق مع نمو بنسبة 0.2% إلى 0.3% خلال الربع الأول، مما يهدأ المخاوف من ركود طويل الأمد لأكبر اقتصاد بالقارة.

ومع ذلك، فلم تكن البيانات تشير للتفاؤل على كافة الأصعدة، حيث تراجع نشاط القطاع التصنيعي في ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، وظل دون عتبة الخمسين الفاصلة بين النمو والانكماش للشهر الثامن على التوالي، ولكن معنويات أسواق الاسهم ظلت مرتفعة بدعم من البيانات الإيجابية بدلا من ذلك.

أما في الولايات المتحدة، فقد صرح عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بولاية ريتشموند، توماس باركين، أمس الأربعاء، بأن البيانات الاقتصادية الأخيرة أظهرت أن ضغوط الأسعار في بعض القطاعات لا تزال مرتفعة للغاية، على الرغم من التحسن الواضح في مشهد التضخم العام.

شهية المخاطرة وسوق الأسهم:

أعلنت شركة تصميم شرائح أشباه الموصلات الأمريكية العملاقة إنفيديا NVIDIA عن إيراداتها القياسية التي فاقت تقديرات الاسواق بكثير، في الوقت الذي قدمت فيه الشركة توقعات ضخمة لإيراداتها بالربع الأول من العام الجاري.

وشهدت أسهم الشركة المدرجة في أسواق الأسهم الأوروبية قفزة كبيرة اليوم، وهو ما قاد الارتفاع الكبير لقطاع التكنولوجيا في أوروبا، دافعا مؤشر يورو ستوكس 600 إلى مستوى قياسي جديد، مع تحسن المعنويات بشأن قطاع الذكاء الاصطناعي.

وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 بحوالي 0.78% مسجلا 495.81 نقطة، وهو أعلى مستوياته على الإطلاق منذ إدراجه في 2002، كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الفرنسية والألمانية والإيطالية بأكثر من 1% بعد صدور بيانات مديري المشتريات الإيجابية للقطاع الخدمي صباح اليوم، في حين ارتفع مؤشر الأسهم البريطانية فوتسي 100 بنحو 0.21% فقط.

وبالنسبة للأسهم الأمريكية، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 30 بنسبة 0.27% أو 104.00 نقطة، ليسجل 37,829.00 نقطة، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك التكنولوجي بنحو 0.39% أو 65.75 نقطة إلى 16,738.00 نقطة، وكذلك انخفضت عقود مؤشر S&P 500 بنحو 0.27% إلى 13.00 نقطة.

ويأتي هذا في الوقت الذي استطاعت فيه الأسهم اليابانية أيضا تحقيق أرباح قوية  فاقت 2.19%، دفعت مؤشر نيكي 225 إلى الارتفاع لأعلى مستوياته على الإطلاق، وذلك وسط تقارير أرباح الشركات القوية وأنباء إصلاحات الحوكمة التي أعلنت عنها حكومة اليابان للشركات.

شهية المخاطرة والدولار:

استطاع الدولار الأمريكي محو خسائره المبكرة بعد صدور بيانات إعانات البطالة الأمريكية الأفضل من التوقعات، والتي عززت المعنويات حيال استمرار قوة سوق العمل الأمريكي الكبيرة رغم معدلات الفائدة المرتفعة، خاصة بعد تصريحات باركين حيال استمرار الضغوط التضخمية القوية للقطاع الخدمي، ويتم تداول مؤشر الدولار الآن على استقرار عند 104.06 نقطة.

شهية المخاطرة والذهب:

حافظ الذهب على استقراره خلال تعاملات اليوم، حيث تسبب الانتعاش القوي لشهية المخاطرة بسوق الأسهم في عمليات بيع للمعدن الأصفر مع تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة، ولكنه تكبد بعض الخسائر الهامشية بعد ذلك أمام تعافي الدولار الأمريكي، حيث تراجعت عقود الذهب الفورية بحوالي 0.1% إلى 2,023.60 دولار للأوقية، في حين استقرت العقود الآجلة للسبائك عند 2,034.90 دولار للأوقية.

شهية المخاطرة والنفط:

تراجعت عقود النفط خلال تعاملات اليوم مع ترقب صدور بيانات مخزونات النفط الأمريكية بوقت لاحق من اليوم، وانخفضت عقود خام برنت الفورية 0.86% إلى 82.39 دولار للبرميل، كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 0.87% إلى 77.32 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image