شهية المخاطرة تتعافي مع انتعاش الأسهم في آخر جلسات أسوأ شهور العام

شهدت شهية المخاطرة انتعاشا كبيرا خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع، الجمعة، والتي تتزامن أيضا مع ختام الربع الثاني وشهر سبتمبر، المعروف بكونه أسوأ شهور السنة بالنسبة لأداء سوق الأسهم، حيث أدت البيانات السلبية الصادرة في الولايات المتحدة لمؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى انتعاش معنويات الأسواق حيال اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي القوية التي تضغط بشدة على هوامش أرباح الشركات بالاقتصاد الأمريكي.

هذا كما ساهمت القراءات الأولية للتضخم في منطقة اليورو الصادرة اليوم أيضا – والتي أظهرت تباطؤا حادا أيضا – إلى تزايد توقعات الأسواق بأن المركزي الأوروبي أيضا قد يكون وصل بذلك إلى ذروة أسعار الفائدة، ليضع بذلك حدا للتداعيات الاقتصادية على شركات المنطقة أيضا.

وأظهرت البيانات الأمريكية تباطؤا حادا لمؤشر الإنفاق على الاستهلاك الشخصي بقيمته الأساسية ، ليتراجع إلى 3.9% خلال سبتمبر على أساس سنوي، من 4.3% خلال أغسطس، بينما سجل نموا بواقع 0.1% فقط على أساس شهري، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق.

وقبل ذلك، وبوقت مبكر من الجلسة، أظهرت البيانات الأولية الصادرة بمنطقة اليورو تباطؤ التضخم العام في منطقة اليورو بأكثر من 1% خلال شهر سبتمبر على أساس سنوي، ليسجل 4.3%، انخفاضا من 5.2% بأغسطس الماضي، كما تباطأ معدل التضخم الأساسي للمنطقة من 5.3% إلى 4.5% خلال نفس الفترة.

وفيما يلي تحركات شهية المخاطرة على أبرز السلع والأصول المتداولة بالأسواق العالمية:

أولا: شهية المخاطرة وأسواق الأسهم:

شهدت أغلب أسواق الأسهم انتعاشا كبيرا في ختام تعاملات هذا الأسبوع، مع تحسن معنويات المستثمرين بشأن أداء الشركات خلال الفترة المقبلة، حيث إن التباطؤ الحاد لبيانات التضخم ، والذي فاق التوقعات رغم الصعود الأخير في أسعار الطاقة قد يدفع البنوك المركزية لوضع حد لتشديد ظروف الائتمان بالاقتصادات الكبرى.

وارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم، حيث صعد مؤشر الأسهم الفرنسية الرئيسي CAC 40 بنسبة 0.26% مسجلا 7,135.06 نقطة، وكذلك صعد مؤشر الأسهم الألمانية الرئيسي DAX بنسبة 0.41% إلى 15,386.58 نقطة، في حين صعد مؤشر الأسهم البريطانية FTSE 100 هامشيا بحوالي 0.09% إلى 7,608.10 نقطة، وصعد مؤشر يورو ستوكس 50 أيضا بنحو 0.31% إلى 4,174.66 نقطة.

وفي نفس الوقت، تباين أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية ، حيث ارتفع مؤشر ناسداك التكنوليوجي بحوالي 0.65% إلى 14,795.91 نقطة، كما ارتفع مؤشر S&P 500 بحوالي 0.3% إلى 4,310.74 نقطة، بينما ستقر داو جونز الصناعي حول مستوى 33,638,37 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، أغلقت مؤشرات الأسهم اليابانية آخر جلسات الأسبوع على استقرار، وسط تباين أداء لبيانات الاقتصادية الصادرة خلال جلسة اليوم ، ولم يفتتح يوق الأسهم الصينية مع عطلة اليوم، بينما صعدت مؤشرات الأسهم في هونج كونج بقوة بعد إعلان السلطات الصينية أمس عن إجراءات دعم قطاع العقارات.

ثانيا: شهية المخاطرة والدولار الأمريكي:

تراجع الدولار الأمريكي بشكل كبير في التعاملات المبكرة بفعل عمليات جني الأرباح مع جلسة ختام الأسبوع والشهر وربع العام الثالث، ولكنه اتجه بعد ذلك نحو تقليص خسائره، ليستقر قرب مستوى إغلاقه الجلسة الماضية، حيث لاقت العملة بعض الدعم من مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميتشجان الأمريكية، والذي جاء أعلى من المتوقع، على الرغم من سلبية مؤشر الإنفاق على الاستهلاك الشخصي، ويتجه الدولار الآن نحو تحقيق أعلى أرباحه ربع السنوية في عام، ليغلق على مكاسب أسبوعية وشهرية أيضا.

ثالثا: شهية المخاطرة والذهب:

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا في التعاملات المبكرة، حيث استفادت من تراجع الدولار ، ولكنها اتجهت بعد ذلك نحو الخسائر، بعدما عززت البيانات السلبية لمؤشر الإنفاق على الاستهلاك الشخصي معنويات المستثمرين ، لتتعافى شهية المخاطرة بالأسواق.

رابعا: شهية المخاطرة والنفط:

شهدت عقود النفط ارتفاعا كبيرا بالتعاملات المبكرة من الجلسة مع مخاوف عجز العرض العالمي من النفط، ولكنها اتجهت بعد ذلك نحو تكبد محو أرباحها وتكبد بعض الخسائر عقب إعلان كازاخستان استعدادها لزيادة إمدادات النفط إلى ألمانيا خلال الفترة القادمة، وهو ما هدأ من مخاوف الإمدادات العالمية.

تأثير شهية المخاطرة على العملات والسلع:

شهية المخاطرة و الدولار الأمريكي : تراجع مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 من العملات الرئيسية – بحوالي 0.1% إلى 106.052 نقطة.

شهية المخاطرة و الذهب : تراجعت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.52% لتصل إلى 1,854.90 دولارا للأوقية، كما تراجعت أسعار العقود الآجلة للسبائك بنسبة 0.47% إلى 1,869.70 دولارا للأوقية.

شهية المخاطرة و  النفط : انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.25% لتصل إلى 92.90 دولارا للبرميل، كما تراجعت أيضا أسعار خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بنحو 0.20% لتصل إلى 91.64 دولارا للبرميل.