هل انتهى بنك كندا من تشديد السياسة النقدية؟ السيناريو المتوقع!

هل انتهى بنك كندا من تشديد السياسة النقدية؟ السيناريو المتوقع!
سيناريو متوقع بنك كندا

تترقب أسواق العملات باهتمام واضح صدور قرارات بنك كندا والتي قد يكون لها تأثير قوي على تحركات مختلف العملات وبخاصة أزواج الدولار كندي وبخاصة مع التوقعات بأن يبقي بنك كندا على الفائدة دون تغيير، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا:

أولا: نظرة على البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا والتي سيكون لها تأثير قوي على قرارات البنك المرتقبة، حيث أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء في كندا منذ قليل، سلبية بيانات سوق العمل بالبلاد لشهر يوليو الماضي؛ حيث فقد اقتصاد كندا نحو 6.7 ألف وظيفة، بما جاء مخالفا لتوقعات الأسواق بأن يضيف الاقتصاد نحو 24.6 ألف وظيفة، وهي أسوأ أيضا من البيانات السابقة قد أظهرت أن اقتصاد كندا أضاف ما يعادل 59.9 ألف وظيفة لشهر يونيو السابق. وفي نفس الفترة، سجل معدل البطالة في كندا 5.5 %، بما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 5.5%، وجاءت أعلى من القراءة السابقة لمعدل البطالة في كندا قد سجلت نحو 5.4% خلال يونيو الماضي.

وفي هذا الإطار أيضا، كشفت البيانات الصادرة اليوم الثلاثاء عن مكتب الإحصاء الكندي، نمو مؤشر التضخم بنهاية يوليو الماضي يفوق توقعات الأسواق، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين نموا بنسبة 0.6%، وكان من المتوقع أن ينمو بنسبة 0.3%، وكانت القراءة السابقة لمؤشر التضخم الكندي قد سجلت نموا بنسبة 0.1% خلال يونيو الماضي. وعلى الجانب الاَخر، كشفت بيانات مكتب الإحصاء الكندي بأن التضخم الكندي العام السنوي قد سجل نموا بأقل من المتوقع ، وذلك بنسبة 4.8% خلال يوليو الماضي، وكان من المتوقع أن يسجل نموا بنحو 5.0%.

وكذلك، كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي، بأن مؤشر النمو الاقتصادي في كندا على أساس شهري سجل انكماشا بنسبة 0.2% خلال يونيو الماضي، بما توافق مع توقعات الأسواق، وذلك بعدما نما اقتصاد كندا بنحو 0.3% خلال مايو الماضي؛ وتمت مراجعتها إلى 0.2%.

وفي ضوء هدوء وتيرة التضخم المرتفع، وتباين بيانات التوظيف الكندية، وسلبية بيانات النمو الاقتصادي الكندي مجددا، فإن بنك كندا ليس في عجلة من أمره لاتخاذ قرار جديد برفع الفائدة وقد يضطر إلى الإبقاء على الفائدة دون تغيير لفترة من الوقت حتى صدور بيانات اقتصادية جديدة.

ثانيا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات بنك كندا:

بعد أن قرر بنك كندا رفع أسعار الفائدة مرة أخرى باجتماع السياسة النقدية الأخير؛ يرى بنكي الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس وجي بي مورجان بأنه من المُرجح أن يقوم بنك كندا برفع أسعار مرة أخيرة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل المعدل النهائي إلى 5.25%. ومع ذلك، حذر جولدمان ساكس من أن رفع بنك كندا لسعر الفائدة النهائي قد يتم تأجيله إلى ما بعد سبتمب، إذا فاجأت البيانات النشاط والتضخم القادمة الأسواق وارتفعت

وأيضا، أشارت استطلاع رأي رويترز حول قرارات بنك كندا المقبلة إلى أنه من المحتمل أن يقوم بنك كندا برفع سعر الفائدة الرئيسي مرة أخرى على الأقل وذلك حسب اعتقاد 12 من 20 اقتصاديا، حيث يعتقد الخبراء بأن بنك كندا سيبقي أسعار الفائدة لليلة واحدة ثابتة عند 5.0% في اجتماع يوم 6 سبتمبر وذلك حسب اعتقاد 31 من 34 اقتصاديا. بينما رأى 3 اقتصاديين يقولون بأن بنك كندا سيرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25% في سبتمبر. كما توقع 8 من 34 اقتصاديا رفعا آخر لأسعار الفائدة إلى 5.25% بحلول نهاية العام.

ثالثا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات بنك كندا:

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يبقي على الفائدة دون تغيير لتستقر الفائدة عند مستوى 5.0%، وهو السيناريو الأرجح حاليا، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة وتصريحات محافظ البنك، وما قد يتضمنه من تلميحات حول رفع الفائدة مجددا قريبا في ضوء استمرار مخاوف التضخم المرتفع، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير إيجابي على تداولات الدولار الكندي أمام العملات الأخرى وبخاصة زوج الدولار كندي.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى تثيت رفع الفائدة لفترة من الوقت وربما يكون قد انتهي البنك فعليا من تشديد السياسة النقدية، ويتحدث عن المخاوف حيال بدء تضرر الوضع الاقتصادي الكندي مؤخرا جراء عمليات رفع الفائدة مؤخرا، وأن التضخم بدأ في التباطؤ مؤخرا، وكذلك، التأكيد على أنه سوف يتوقف عن رفع الفائدة حتى يرى التداعيات الاقتصادية لرفع الفائدة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه فقد يكون له تأثير قوي سلبي على تحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.

اقرأ أيضا:

أسواق العملات تترقب بيانات هامة وأبرزها الفائدة في أستراليا وكندا


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image