هل تعزز بيانات سوق العمل الأمريكي توقعات رفع الفائدة؟ السيناريو المتوقع!

هل تعزز بيانات سوق العمل الأمريكي توقعات رفع الفائدة؟ السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي

تترقب أسواق العملات صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي وذلك باهتمام شديد نظرا للتأثير المتوقع لهذه البيانات على قرارات الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة في اجتماع يوليو، وهو ما سيكون له انعكاسات قوية على تحركات الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، بالإضافة إلى تأثيرها القوي المرتقب على كل من أسواق الأسهم الأمريكية وبعض المعادن والسلع مثل الذهب، وكذلك على أسواق العملات الرقمية وعلى رأسها عملة بيتكوين الشهيرة، وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة وكيف تؤثر على تداولات الدولار:

أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال مايو الماضي:

جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي متباينة نوعا ما خلال مايو الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 339 ألف وظيفة، بينما كان من المتوقع إضافة نحو 193ألف وظيفة فقط، وذلك بعدما كان قد أضاف الاقتصاد نحو 294 ألف وظيفة خلال إبريل الماضي.

وعلى الجانب الاَخر، ارتفعت البطالة إلى 3.7% في نفس الفترة، بأفضل من توقعات الأسواق والقراءة السابقة والتي أشارت لارتفاعها إلى 3.5% فقط، بينما سجلت الأجور نمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بما يتوافق مع توقعات الأسواق، وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى.

عاجل - صدور بيانات سوق العمل الأمريكي ومفاجأة قوية للأسواق!

ثانيا: الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة:

خلال الفترة الماضية، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو، ولقد مالت البيانات إلى السلبية نوعا ما، وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقب صدورها، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر سلبية نوعا ما خلال يونيو الماضي، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية أعلى مستوى 250 ألف طلب، وهذا يعني استمرار طلبات الإعانة في الارتفاع الملحوظ خلال مايو  مقارنة بشهر إبريل بما قد يعطي انطباعا حول بدء تضرر سوق العمل برفع الفائدة.

مؤشر الوظائف الشاغرة: كشفت البيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي، عن سلبية بيانات الوظائف الشاغرة الأمريكية ؛ حيث سجل مؤشر الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل ما يعادل 9.82 مليون وظيفة خلال مايو الماضي، وهو دون توقعات الأسواق قليلا والتي أشارت لتسجيله 9.93 مليون وظيفة، بينما سجلت القراءة السابقة نحو 10.10 مليون وظيفة خلال أبريل الماضي، وتمت مراجعتها صعودا 10.32 مليون وظيفة.

بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي: على الجانب الاَخر، أوضحت بيانات مكتب إحصاء العمالة في الولايات المتحدة إيجابية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال شهر يونيو الماضي، حيث ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 497 ألف وظيفة، وهو أعلى بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاعه بنحو 226 ألف وظيفة، كما أنه أعلى كذلك من القراءة السابقة التي أفادت بإضافة القطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة لحوالي 278 ألف وظيفة في مايو الماضي.

عاجل: بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي تفاجأ الأسواق بقوة!

ثالثا: توقعات الأسواق بشأن بيانات سوق العمل الأمريكي:

تشير توقعات أسواق العملات إلى أن رفع الفائدة الأمريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي سيواصل التأثير سلبيا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 224 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بالإضافة لارتفاع البطالة إلى مستوى 3.6% بنهاية يونيو الماضي.

رابعا: ما هي السيناريوهات المتوقعة لبيانات سوق العمل الأمريكي، وكيف تؤثر على تحركات الدولار؟

يستقر مؤشر الدولار الأمريكي حاليا أعلى مستوى 103.00 نقطة مستفيدا من تعزز توقعات أسواق العملات حيال قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليو المرتقب، في محاولة من جانب البنك للسيطرة على ارتفاعات التضخم، وبالتالي فإن الدولار الأمريكي ينتظر صدور بيانات سوق العمل الأمريكي حتى تقدم دعم إضافيا لمؤشر الدولار قد يدفعه لتجاوز مستوى 104 نقطة.

وتتمثل سيناريوهات بيانات سوق العمل الأمريكي في إيجابية البيانات وهو السيناريو الأول، وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف أكبر من المتوقع وتنخفض البطالة دون مستوى 3.6%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 104 نقطة وربما قد يتجه نحو مستوى 105 نقطة، لأن هذا السيناريو سيمنح الفيدرالي الأمريكي مرونة أكبر فيما يتعلق بضرورة رفع الفائدة باجتماع يوليو، وعلى العكس، سيتضرر كل من الذهب والعملات الرقمية مثل بيتكوين بعد صدور هذه البيانات.

بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.7%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 102 نقطة أو أقل من ذلك، لأن هذا السيناريو سيجعل الفيدرالي أكثر حرصا على استمرار إيقاف رفع الفائدة، مع هدوء الأوضاع في سوق العمل الأمريكي وقد ينتظر صدور بيانات التضخم المقبلة حتى يأخذ قرارا فيما يتعلق بقرار الفائدة المقبل، وهذا السيناريو السلبي للبيانات قد يؤدي لهبوط الدولار وارتفاع الذهب والعملات الرقمية وبخاصة البيتكوين.

اقرأ أيضا:

رابوبنك يستعرض توقعاته لأداء مؤشر الدولار الأمريكي المقبل


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image