ضعف شهية المخاطرة يخيم على الأسواق بآخر تداولات الأسبوع، فما الأسباب؟

ضعف شهية المخاطرة يخيم على الأسواق بآخر تداولات الأسبوع، فما الأسباب؟
شهية المخاطرة

ضعفت شهية المخاطرة خلال آخر جلسات الأسبوع، بفعل مجموعة من العوامل التي أثرت على تحركات شهية المخاطرة تجاه السلع والعملات المختلفة، وعلى رأسها تراجع أسهم البنوك في أوروبا مع تضرر دويتشه بنك ومجموعة يو.بي.إس بشدة بسبب تجدد المخاوف من أن أسوأ الأزمات التي تواجه القطاع منذ الأزمة المالية لعام 2008 لم تنتهي بعد، وهذا بدوره عزز تدفقات المستثمرين إلى الملاذات الآمنة من سلع وعملات مختلفة، وفيما يلي يمكن تلخيص أهم التطورات التي شهدتها شهية المخاطرة تجاه عدد من السلع والعملات:

شهية المخاطرة وأسواق الأسهم

تأثرت أسواق الأسهم العالمية بتراجع شهية المخاطرة اليوم؛ حيث انخفضت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات يوم الجمعة بصورة حادة، إذ تراجع مؤشر STOXX Europe 600  بنسبة 1.88%، مع قيادة البنوك الأوروبية لتلك الخسائر.

وفي هذا الشأن، حقق قطاع البنوك خسائرا على الرغم من تصريحات صناع السياسة بأن النظام المصرفي الأوروبي مستقر في أعقاب التقلبات المالية الأخيرة، كما خفض البنك الأمريكي سيتي جروب التصنيف الائتماني للقطاع المصرفي الأوروبي إلى "محايد"، في إشارة إلى تضرر البنوك الأوروبية المحتمل جراء رفع أسعار الفائدة بوتيرة متسارعة وما له من تداعيات سلبية على النشاط الاقتصادي.

وبهذا الصدد، تراجع سهم دويتشه بنك خلال التعاملات ليتم تداوله على انخفاض بنسبة 13%، متأثرا بارتفاع مقايضات التخلف عن سداد الائتمان - وهي شكل من أشكال التأمين لحاملي سندات الشركة ضد التخلف عن السداد - إلى 173 نقطة أساس مساء الخميس من 142 نقطة أساس في اليوم الأسبق، كما تم بيع سندات البنك الإضافية من المستوى الأول (AT1) بشكل حاد، وهو ما ألحق أضرارا بالغة بالبنك الألماني.

كما تأثرت العقود الآجلة لأداء الأسهم الأمريكية سلبا على خلفية تراجع سهم دويتشه بنك؛ إذ سجل مؤشر Nasdaq 100 تراجعا بنحو 0.54% ليستقر عند ما يقرب 12,784.50 نقطة، وانخفض مؤشر S&P 500 في نفس الوقت بنسبة 0.84% ليسجل حوالي 3,944.50 نقطة، كما انخفض مؤشر Dow Jones الصناعي بنحو 1.02% ليستقر قرب 31,988.00 نقطة، مع تصاعد المخاوف عدم قدرة البنوك على احتواء التقلبات المصرفية.

شهية المخاطرة والدولار الأمريكي

استفاد الدولار الأمريكي من دوره كملاذ آمن خلال تداولات اليوم وسط الاضطرابات المصرفية في أوروبا؛ كما حظي الدولار الأمريكي بدعم واضح من إيجابية بيانات إعات البطالة الأمريكية الصادرة أمس والتي كشفت عن ارتفاع عدد طلبات إعانات البطالة الأمريكية لما يعادل 191 ألف طلب جديد، وهو أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيلها 198 ألف طلب، بما يشير لقوة سوق التوظيف الأمريكي، وهذا بدوره قد يدعم الخطوات المستقبلية للبنك الفيدرالي الأمريكي لخفض التضخم عن طريق مواصلة رفع أسعار الفائدة.

شهية المخاطرة والذهب

ساهمت الاضطرابات المصرفية الأوروبية الأخيرة بجانب بعض التوترات الجيوسياسية، والمتمثلة في إعلان روسيا أنها ستستخدم كافة الأسلحة بما فيها النووي إذا حاولت أوكرانيا استعادة شبه جزيرة القرم الخاضعة للسيادة الروسية، في تعزيز الزخم الصعودي لعقود الذهب بتعاملات اليوم؛ إذ يزدهر الطلب على المعدن النفيس بأوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.

شهية المخاطرة والنفط

تأثرت تداولات النفط سلبا بتراجع أسهم البنوك الأوروبية وهو ما أثار مخاوف نشوب أزمة مالية عالمية فضلا عن التشكيك في المحاولات الأوروبية الأخيرة لاحتواء المشاكل التي يواجهها القطاع المصرفي، كما تضررت أسعار النفط مع تصريح وزير الطاقة الأمريكية جنيفر جرانهولم بأن إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي للبلاد قد يستغرق عدة سنوات، وهو ما أضعف توقعات الطلب الأمريكي على النفط، بما أثر سلبا على أسعار النفط.

كيف تأثرت أسعار السلع والعملات بتطورات شهية المخاطرة ؟

شهية المخاطرة و الدولار الأمريكي: ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، بنسبة 0.69% ليسجل 103.24 نقطة.

شهية المخاطرة و الذهب: صعدت أسعار العقود الفورية للذهب بحوالي 0.30% لتسجل نحو 1,999.88 دولارا للأوقية، كما سجلت أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم أبريل ارتفاعا بنحو 0.33% لتصل قرب 2,002.45 دولارا للأوقية.

شهية المخاطرة و النفط: هبطت عقود خام برنت الفورية بنسبة 2.61% لتصل إلى 73.56 دولارا للبرميل، كما تراجعت عقود الخام الأمريكي الفورية لتصل إلى 67.44 دولارا للبرميل بنسبة انخفاض 2.70%.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image