السيناريو المتوقع: كيف سيتحرك الدولار في ضوء بيانات سوق العمل المنتظرة؟

سوف تترقب أسواق العملات غدا الجمعة بيانات سوق العمل الأمريكي خلال مارس الماضي وبخاصة مع ارتفاعات الدولار الأمريكي الأخيرة بدعم من صعود العائد على السندات الأمريكية ، لذا سيكون تركيز الأسواق منصبا على بيانات سوق العمل والتي من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي على الدولار الأمريكي. وتأتي بيانات سوق العمل خلال مارس الماضي، مع تباطؤ وتيرة إصابات فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة وتوفير اللقاحات على نطاق أوسع مما دعم التوظيف في العديد من القطاعات، ومع تأكيد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على ثقته في تعافي الاقتصاد الأمريكي.

نظرة على بيانات سوق العمل الأخيرة

خلال فبراير الماضي، جاءت بيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي أفضل من المتوقع، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو حوالي 379 ألف وظيفة مع بداية تعافي القطاعات من تداعيات فيروس كورونا، بينما كانت التوقعات تشير إلى إضافة حوالي 197 ألف وظيفة.

كما أن بيانات معدل البطالة جاءت إيجابية وتجاوزت توقعات الأسواق بتسجيل نحو 6.2% فيما أشارت التوقعات إلى ارتفاع البطالة إلى 6.3% خلال نفس الفترة. وفيما يتعلق بمؤشر متوسط الأجور الشهري، فقد سجلت قراءة خلال فبراير نموا بنسبة 0.1% فقط بأسوأ من التوقعات التي توقعت نمو الأجور بنسبة 0.2% خلال نفس الفترة.

مؤشرات دالة على البيانات المنتظرة غدا

توجد بيانات اقتصادية عديدة داخل الولايات المتحدة والتي تعتبر مؤشرا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا، ويأتي بمقدمة تلك البيانات قراءة مؤشر طلبات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعي والتي سجلت هبوطا ملحوظا خلال الفترة الماضية، وهو ما يؤشر على عودة الكثير من العمال إلى وظائفهم. هذه الإيجابية بإعانات البطالة قد تعتبر مؤشرا إيجابية على بيانات سوق العمل الأمريكي غدا. كما أظهرت البيانات أيضا، ارتفاع التغير في أعداد التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي الأمريكي ADP بواقع 517 ألف وظيفة خلال شهر مارس الماضي، بأدنى من توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى ارتفاع المؤشر بنحو 552 ألف وظيفة. لكنه أفضل من القراءة السابقة التي سجلت نحو 117 ألف وظيفة في فبراير، وتم مراجعة القراءة إلى 176 ألف وظيفة.

كيف ستؤثر بيانات التوظيف الأمريكية على تحركات الدولار ؟

تشير التوقعات في الأسواق إلى أن بيانات سوق العمل المنتظرة غدا ستكون إيجابية وذلك مع تعافي عودة تعافي القطاعات تدريجيا من تداعيات فيروس كورونا، وبخاصة في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف 652 ألف وظيفة، كما أن البطالة قد تنخفض إلى إلى 6.0% خلال مارس الماضي. وهو ما قد ينعكس إيجابيا على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأنه قد يعزز التفاؤل حيال تعافي الاقتصاد الأمريكي سريعا من الفيروس التاجي ويعمل على إنهاء التيسير النقدي بشكل أقرب من المتوقع.

وهناك سيناريوهين لبيانات سوق العمل الأمريكية غدا، الأول يتمثل في أنه إذا جاءت البيانات الاقتصادية غدا الجمعة أفضل من المتوقع وسجلت قراءات إيجابية، فمن المرجح أن يكون لذلك تأثير إيجابي على الدولار الأمريكي، وقد يدفع ذلك أيضا إلى ارتفاع العائد على السندات بسبب التفاؤل حيال الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي القوي، وهذا السيناريو هو الأرجح على نحو كبير. بينما على الجانب الاَخر، إذا جاءت البيانات أسوأ من المتوقع، فقد نشهد هبوطا للدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى وبخاصة وأن ذلك قد يزيد المخاوف حيال الاقتصاد الأمريكي وتضرره بقوة من فيروس كورونا وعدم قدرته على التعافي سريعا وهو ما قد يؤخر الخروج من السياسة النقدية التسهيلية الحالية من قبل الفيدرالي الأمريكي حتى يتم التأكد من قدرة الاقتصاد على التعافي كليا من هذا الفيروس.