لماذا يغضب ترامب وما حجته؟

لماذا يغضب ترامب وما حجته؟
دونالد ترامب

ثورة عارمة من الغضب انتابت الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت تتزايد في حدتها، للحد الذي دفع ترامب بالتلويح بسيناريو الفوضى في شوارع الراعي الأول للديمقراطية. 

إذا فما الذي دفع ترامب الى هذا الغضب، ولماذا يريد الذهاب الى المحكمة العليا. 

تكمن أغلب انتقادات لسير العملية الانتخابية في أزمة صناديق الاقتراع عبر البريد، والتي بدأت تتوافد في بعض الولايات عقب بدء عمليات الفرز. 

وهو الأمر الذي زعم ترامب أنها بطاقات ظهرت من العدم لتغيير مجريات العملية الانتخابية. 

ودفعت مشاركة الأمريكيين في العملية الانتخابية عبر التصويت البريدي نسبة المشاركة الى تسجيل اعلى معدلاتها في 120 عام لتتخطى الـ 160 مليون صوتا. 

متى بدأ؟ 

بدأ استخدامه خلال الحرب الأهلية بهدف تمكين الجنود من التصويت عبر البريد أثناء الحرب. 

وامتد ليشمل جميع الناخبين الموجودين خارج ولاياتهم يوم الاقتراع، وكل من لديه عذر يمنعه من التصويت في مركز الاقتراع. 

 وبمرور الوقت استخدم مسؤولون مصطلح التصويت عبر البريد. 

وتسمح 29 ولاية إضافة إلى واشنطن العاصمة لناخبيها بطلب بطاقة اقتراع غيابي لأي سبب. 

 في حين تشترط 16 ولاية عذرا للحصول على بطاقة الاقتراع الغيابي، والولايات الخمس المتبقية ترسل بطاقات الاقتراع الغيابي لجميع ناخبيها. 

كورونا 

مع استمرار جائحة فيروس كورونا، اضطرت ولايات أمريكية إلى اتخاذ إجراءات لتسهيل التصويت أثارت جدلا في البلاد. 

واضطرت ولايات أمريكية إلى اتخاذ إجراءات لتسهيل التصويت بالانتخابات الرئاسية وسط جدل ومخاوف من استخدامها. 

وكانت كاليفورنيا أول ولاية أمريكية تقرر العمل بالاقتراع عبر البريد بالنسبة لجميع الناخبين المسجلين للانتخابات الرئاسية، تلتها ولاية كارولاينا الشمالية وغيرها من الولايات. 

ومع اقتراح هذا البديل عن الاقتراع المباشر، ثارت مخاوف الرئيس دونالد ترامب الذي أكد انه سيفتح اوبابا للتلاعب في نزاهة العملية الانتخابية. 

بريدي أم غيابي 

تستخدم بطاقات الاقتراع ذاتها في الحالتين، لكن ثمة ولايات تفرق بينها وفق طريقة حصول الناخب على البطاقة. 

وفي حال طلب الناخب البطاقة يعتبر تصويته غيابيا، وإذا أرسلت الولاية البطاقات إلى جميع الناخبين، يطلق على العملية اسم التصويت عبر البريد. 

يهدف برنامج الاقتراع للغائبين السماح للمواطنين الذين سيكونون خارج البلاد بعيدا عن مراكز اقتراعهم المحلية في يوم الانتخابات من التصويت عن طريق البريد. 

ويجب على الناخبين الغائبين أن يطلبوا بطاقات اقتراعهم قبل 60 يوما على الأقل من موعد الانتخابات. 

والبطاقة البريدية الفيدرالية بطاقة بريدية "مدفوعة الثمن من البريد الأمريكي" مطبوعة، وتوزّع من قبل الحكومة الفيدرالية لاستخدامها من قبل الناخبين الغائبين. 

أزمة بريدية 

وتعاني خدمة البريد منذ 2008 من عجز ومن صعوبات مع ازدهار الإنترنت وتراجع حجم المراسلات. ويتحدث الجمهوريون منذ فترة طويلة عن خصخصتها. 

وفي 22 أغسطس الماضي أقر مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون لدعم خدمة البريد خشية أن تؤثر على الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وحذّر مسؤولو الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات الأمريكية من أن يشكّل طول المدّة التي تلزم لفرز أصوات المقترعين عبر البريد، تأخيراً في معرفة اسم الفائز في السباق الرئاسي حينها. 

وحذرت وزارة العدل الأمريكية من التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة تسهيله على أطراف خارجية التزوير والتلاعب بالنتائج.  

النتائج إلى الآن 

حصل جو بايدن على 253 صوت من المجمع الانتخابي، بينما ترامب لم يحصل على سوى 213 صوت فقط. ويلزم حصول أحد المرشحين على 270 صوت من المجمع. لذا يبدو بايدن قريبًا جدًا من الفوز بالانتخابات. بينما ينتظر العالم ولاية بينسلفانيا المصيرية. 

الأسواق

قال الاقتصادي من شركة إليانز (DE:ALVG) محمد العريان في مقابلة له مع سي إن بي سي: "نحن نعيش على كوكب الأرض، بينما يعيش السوق على كوكب الاحتياطي الفيدرالي." ليقول إن الأسواق لا تبالي الآن ولن تبالي بما يحدث، لا انتخابات أمريكية، ولا تزايد لعدد الإصابات، ولا حتى تدهور الوضع الاقتصادي.

كان البعض يصف تحفيزات الفيدرالي في الماضي بأنها مخدرات. وأن الفيدرالي تحول لتاجر مخدرات بدلًا من صانع سياسة. وازداد الأمر مع الأزمة الأخيرة في العالم، عندما أقدم الفيدرالي على إقرار تحفيزات ضخمة، والإقدام على شراء السندات من الشركات العملاقة.

يتصرف السوق وكأن لا شيء، تعرض لتصفية عميقة في شهر أكتوبر، دفعت الأسهم جميعًا لانخفاضات لم تشهدها منذ مارس الماضي، وكانت هذه فرصة للعودة للسوق للشراء مع الانخفاض. لتعود الأسواق لتحلق دون انخفاض، مع توتر محدود للغاية خلال الانتخابات، ولم يكن التوتر قويًا في سوق الأسهم حتى، بل شهدناه على أسعار الذهب التي تتأرجح فوق ودون مستوى 1,900 دولار للأوقية.

وتسجل العقود الآجلة لمؤشر داو جونز ارتفاع بـ 311 نقطة، بينما مؤشر ناسداك ترتفع عقوده الآجلة بـ 252 نقطة. وترتفع أسعار الذهب في المعاملات الفورية بـ 1,912 دولار للأوقية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image