البنك الأوروبي يحذر ويتوقع دولة "واحدة" يمكن أن تتخطى الأزمة 

البنك الأوروبي يحذر ويتوقع دولة "واحدة" يمكن أن تتخطى الأزمة 

أطلق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مجموعة من التوقعات والتحذيرات لأداء الاقتصاد العالمي ، وتحديدا لتلك الدول والمناطق التي تنتشر فيها أعمال البنك. 

وجاءت توقعات البنك بعد استمرار الآثار السلبية لانتشار جائحة فيروس كورونا لفترة أطول من المتوقع خلال التوقعات السابقة في مايو الماضي. 

ورغم أن التوقعات على المدى المتوسط جاءت ايجابية إلا أن البنك رجح ألا تتجاوز أزمة مورونا سوى دولة خلال العام الجاري 2020. 

توقعات إقليمية  .. 

مصر .. وقال البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية إن مصر هى الاقتصاد الوحيد فى جميع المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية الذى من المرجح أن يفلت من الركود فى السنة التقويمية 2020. 

وجاءت توقعات الاوروبي  مدعومة جزئيًا بمشاريع البناء العامة الكبيرة وحدوث طفرة فى قطاع الاتصالات. 

لبنان .. من المرجح انكماش ناتج لبنان بشدة، ما يعكس تزايد حالة عدم اليقين بعد انفجار بيروت في أغسطس الماضي، والذي تسبب في أضرار جسيمة وخسائر فى الأرواح وفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية القائمة في البلاد. 

تركيا .. من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد التركى بنسبة 3.5 % في عام 2020، بعد انخفاض الطلب الخارجى الذى أدى إلى انهيار الصادرات وأضر الإغلاق المحلى وقيود سلسلة التوريد بقطاع الخدمات والتصنيع. 

توقعات عالمية ..  

توقع البنك انكماش إجمالى عبر الاقتصادات التى يعمل بها بنسبة 3.9% هذا العام، مع عودة إلى النمو فى العام المقبل 2021 بنسبة 3.6 %، متراجعا بذلك عن توقعاته للاقتصادات الناشئة التى يستثمر فيها. 

جاء ذلك  بعد أن استمرت إجراءات احتواء تأثير فيروس كورونا المستجد لفترة أطول مما كان متوقعًا فى السابق. 

وكانت التوقعات السابقة المنشورة فى مايو قد أظهرت انخفاضًا فى عام 2020 بنسبة 3.5 % وحدوث انتعاش أقوى بنسبة 4.8 % فى عام 2021. 

توقعات الاقتصاد الأوروبي .. 

وتوقع الأوروبى لإعادة الإعمار أن ينخفض الناتج المحلى الإجمالى فى وسط أوروبا ودول البلطيق بنسبة 4.4 %فى عام 2020. 

وتابع البنك أنه من المتوقع حدوث انتعاش بنسبة 3.5 %في عام 2021. 

 ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلى الإجمالى فى جنوب الاتحاد الأوروبي بنسبة 6.5 % فى عام 2020، مع حدوث انتعاش جزئي بنسبة 3.3 %في عام 2021. 

ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلى الإجمالى فى غرب البلقان بنسبة 5.1 %  فى عام 2020 بسبب انهيار السياحة فى ألبانيا والجبل الأسود، والاضطرابات فى سلاسل التوريد العالمية وانخفاض الناتج الصناعي. 

 وقد يتعافى نمو الناتج المحلى الإجمالى إلى 3.4 في المائة عام 2021. 

و من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلى الإجمالى فى روسيا بنسبة 4.5 % فى عام 2020 نتيجة لأزمة "كوفيد-19" وانخفاض أسعار النفط. 

 وقد ساعد استحداث الخطة الوطنية للتعافى الاقتصادى فى التخفيف من بعض الآثار السلبية، ومن المتوقع حدوث انتعاش بنسبة 3.0 % فى عام 2021، مشروطًا ببعض التعافى فى أسعار النفط. 

وأثرت أزمة "كوفيد-19" على النمو فى أوروبا الشرقية والقوقاز من خلال الانخفاض الحاد فى التحويلات المالية خلال الأشهر الأولى للوباء، وانخفاض أسعار السلع الأساسية، مما أثر على أذربيجان وأرمينيا وأوكرانيا، وانهيار السياحة الذى أثر على النمو فى جورجيا. 

 ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلى الإجمالى فى المنطقة بنسبة 4.5 % فى عام 2020، ليتعافى إلى حد ما إلى 2.5 % فى عام 2021. 

ومن المرجح أن تنكمش اقتصادات آسيا الوسطى بنسبة 3.3 % فى المتوسط العام 2020، مع تضرر جمهورية قيرغيزستان ومنغوليا بشدة. 

 ومع افتراض حدوث انتعاش جزئى بقطاع السياحة وبعض التحسينات فى البيئة الخارجية، يمكن أن تشهد المنطقة نموًا بنحو 3.2 % فى عام 2021. 

ومن المتوقع أن ينكمش الناتج فى منطقة جنوب وشرق المتوسط بنسبة 1.3 % فى عام 2020 نتيجة لتدابير الاحتواء، وانخفاض السياحة، وتراجع الطلب الخارجي، وتباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر . 

ويمكن أن ينتعش الناتج المحلى الإجمالى إلى 4.4 % فى عام 2021، بشرط تنفيذ الإصلاحات وتقليل عدم اليقين السياسي. 

وتفترض هذه التوقعات عودة النشاط إلى طبيعته بشكل تدريجي، وحدوث بعض الانتعاش فى الطلب الخارجى وزيادة التمويل من الاتحاد الأوروبي. 

وقالت بياتا جافورسيك، كبيرة الاقتصاديين فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية: "انكمش الناتج فى المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بشكل حاد فى الربع الثانى من عام 2020 بنحو 8.2 % على أساس سنوي.  

وكان الانكماش، فى العديد من الاقتصادات، أكبر من الانخفاضات التى شهدتها الأزمة المالية العالمية.  

ومن المتوقع أن تكون سرعة الانتعاش مماثلة لتلك التى لوحظت فى أعقاب تلك الأزمة، مع عودة الناتج المحلى الإجمالى إلى مستويات ما قبل انتشار جائحة كوفيد-19 فى نهاية عام 2021 ". 

وتخضع أحدث مجموعة من توقعات البنك لمستوى عالٍ من عدم اليقين وتعتمد إلى حد ما على دقة التقديرات المبكرة للنمو فى النصف الأول من عام 2020.  

وتعتمد أيضًا على قرارات الحكومات بفرض مزيد من الإغلاق أو الكيفية التى قد يتفاعل بها الناس مع استمرار الفيروس. 

تحذيرات ..  

وحذر التقرير الجديد من أن بعض القطاعات، مثل السياحة، قد تواجه ضررًا دائمًا على المدى الطويل. 

 لكنه يذكر أن قطاعات أخرى، مثل البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، يمكن أن تستفيد من زيادة الرقمنة. 

واضاف الأوروبي أنه من المرجح أن تكون الانكماشات هذا العام الأكبر فى الاقتصادات التى تعتمد بشكل كبير على مصادر الدخل الخارجية، مثل ألبانيا واليونان وقبرص وكرواتيا والجبل الأسود التى فقدت معظم موسمها السياحى هذا العام. 

مؤشرات .. 

 ووفقا لبيانات البنك تراجعت الصادرات من المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بنسبة تزيد عن 14 % فى النصف الأول من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.  

وتراجعت السياحة الدولية والمحلية بشكل حاد، حيث انخفض عدد السياح الدوليين الوافدين إلى المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بنحو 65 % فى الأشهر الستة الأولى، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image