السيناريو المتوقع: كيف ستؤثر بيانات سوق العمل على قرار الفيدرالي الأمريكي؟

السيناريو المتوقع: كيف ستؤثر بيانات سوق العمل على قرار الفيدرالي الأمريكي؟
السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي

عقب تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال الأسبوع الماضي، تترقب الأسواق بحذر بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس الماضي؛ نظرا لأهمية تلك البيانات في تقديم إشارة على الوضع الاقتصادي في البلاد، والأهم من ذلك، أنها من المتوقع أن تؤثر على قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة. ومن المقرر أن تصدر غدا بيانات سوق العمل في تمام الساعة 12:30 م بتوقيت جرينتش، وفيما يلي أهم النقاط والتوقعات حول تلك البيانات وتأثير على قرار الفيدرالي الأمريكي والعملة:

نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي الأخيرة

فاجأت بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر يوليو الأسواق، حيث جاءت أفضل من التوقعات، ابتداء من بيانات مؤشر التغير في التوظيف في القطاع غير الزراعي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 1763 ألف وظيفة، بما تجاوز توقعات الأسواق بتسجيل 1530 ألف وظيفة.

إلى جانب ذلك، ارتفع معدل البطالة بوتيرة أقل من المتوقع، حيث سجل خلال أغسطس 10.2% مقابل توقعات بتسجيل 10.5%، فيما كانت القراءة الأسبق للمؤشر قد سجلت ارتفاع بنسبة 11.1%.

وأخيرا، جاءت بيانات مؤشر متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري أفضل من توقعات الأسواق أيضا خلال شهر يوليو الماضي، وذلك بعد أن صعد المؤشر بنسبة 0.2% على عكس التوقعات بتراجع المؤشر بنسبة 0.5%.

مؤشرات دالة على بيانات الغد

  • جاءت بيانات التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي ADP أقل من توقعات الأسواق خلال شهر أغسطس الماضي، حيث سجل المؤشر ارتفاع بنحو 428 ألف وظيفة، بفارق كبير عن توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل 1250 ألف وظيفة.
  • أظهرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء الماضي تحسن بيانات التوظيف في القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس الماضي، حيث صعد التوظيف من النقطة 44.3 إلى النقطة 46.4.
  • وكشفت البيانات الصادرة في وقت سابق اليوم عن تحسن التوظيف أيضا في القطاع غير التصنيعي، حيث ارتفع المؤشر إلى النقطة 47.9 بعد أن سجل 42.1 خلال الشهر الأسبق.
  • وعلى مدار شهر أغسطس، تباين مؤشر إعانات البطالة الأمريكية، حيث تجاوز توقعات الأسواق خلال أسبوعين، فيما سجل أقل من مليون وظيفة في أسبوعين آخرين.

ماذا نتوقع من بيانات الغد؟

تبدو توقعات الأسواق متباينة بعض الشيء فيما يتعلق ببيانات الغد، فعلى الرغم من أنه من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة إلى النسبة 9.8% خلال شهر أغسطس، بأفضل من القراءة السابقة، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر التغير في التوظيف بأقل من القراءة السابقة بتسجيل حوالي 1385 ألف وظيفة. كذلك، تظهر توقعات الأسواق استقرار مؤشر متوسط الأجور على أساس سنوي عند المستويات الصفرية.

وبالنظر إلى البيانات الأخيرة لسوق العمل الأمريكي، والمؤشرات الدالة على بيانات الغد، إلى جانب توقعات الأسواق، فمن المحتمل أن تطابق بيانات الغد توقعات الأسواق فيما يتعلق بالتغير في التوظيف، لكنه من المتوقع أن يستمر معدل البطالة في الارتفاع عند مستويات 10%. يأتي هذا في ظل تحسن أوضاع العمل في الولايات المتحدة لفئة كبيرة من العاملين مع إتاحة الفرصة للعمل من المنزل، لكن بعض القطاعات مثل السياحة والمطاعم لا تزال تكافح للخروج من أزمة كورونا.

أهمية بيانات الغد للبنك الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الدولار الأمريكي

صرح محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال الأسبوع الماضي، خلال فاعليات منتدى جاكسون هول، أن البنك سيضع التوظيف كأولوية قبل التضخم، فيما تعد تلك المرة الأولى للبنك للتصريح بهذه القرارات. كذلك، أشار إلى أن البنك لن يقوم برفع الفائدة حتى ارتفاع التضخم أعلى الهدف 2% بقليل. وبالتالي من المرجح أن تؤثر بيانات الغد على قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه المقبل، خاصة وأن تلك البيانات تبتعد كثيرا عن المستويات التي وصلت لها في أول العام، بعد أن كان معدل البطالة عن أدنى مستوياته عند 3.5%.

وفيما يتعلق بالدولار الأمريكي، فإن بيانات سوق العمل الأمريكي من المؤثرات المهمة على تحركات الدولار، وبالتالي فإن القراءة أعلى من توقعات من شأنها دفع الدولار الأمريكي للابتعاد عن أدنى مستوياته منذ عامين عند مستويات 91.75 التي وصل لها يوم الأربعاء الماضي. ومن المرجح أن يكون تأثير البيانات السلبية أكبر على تحركات الدولار من البيانات الإيجابية. 

 في الوقت نفسه قد يكون لمحادثات الحزمة التحفيزية وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة إلى جانب تطورات فيروس كورونا تأثير ملحوظ على تحركات العملة. هذا، وكان المؤشر قد وصل حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 92.75 بارتفاع على أساس يومي بنحو 0.11%.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image