خام الحديد يخضغ لضغوط أسواق السلع العالمية ويسجل أدنى مستوياته

استمر تراجع سعر خام الحديد خلال الأسبوع الماضي ليعكس صراع الأسواق من أجل الحفاظ على حصة الصين. كانت الواردات الصينية من خام الحديد قد ارتفعت بشكل قوي خلال ديسمبر الماضي، مما يدل على أن قطاع التعدين قد استحوذ على حصة أكبر في الأسواق الصينية، أكبر مستهلكي العالم، بينما تراجعت صادرات الصلب في ظل ارتفاع المعروض العالمي. 

هذا، وقد ساهم تراجع قيمة اليوان وتراجع أسعار السلع في تحسن بيانات الميزان التجاري بشكل ملحوظ خلال ديسمبر الماضي. كانت واردات الصين من خام الحديد قد ارتفعت بنسبة 17% وصولاً إلى 96.27 مليون طن خلال ديسمبر، بينما ارتفع حجم الواردات طوال العام بنسبة 2.2% أي ما يعادل 952.72 مليون طن، والتي تعد أعلى مستوياتها على الإطلاق. 

كانت البيانات قد أوضحت محاولة الشركات المصدرة بكل من استراليا والبرازيل في زيادة حجم الصادرات إلى الصين في الوقت الذي تتقلص فيه معدلات الطلب في ظل ضعف الاقتصاد العالمي. فإن ارتفاع المعروض العالمي قد أثر سلباً على الأسعار. كما شهدت أسعار المواد الخام المستخدمة في صناع الصلب قد تراجعت خلال الشهر الماضي إلى أدنى مستوياتها على مدار 6 سنوات تأثراً بضعف معدلات الطلب. 

دفع التراجع القوي في أسعار خام الحديد العالمية الصين إلى الاعتماد على واردات خام الحديد وخفض الإنتاج المحلي الذي سجل تراجعاً بحوالي 8% على مدار العام الماضي. فقد أدت الأسعار المنخفضة إلى ارتفاع معدلات الإنتاج لتتسبب في تخمة السوق العالمي. وقد انعكس ضعف الطلب المحلي على ارتفاع حجم صادرات مواد الصلب إلى مستويات قياسية بنسبة 11% خلال ديسمبر وصولاً إلى 10.66 مليون طن. كما ارتفع حجم الصادرات على مدار 2015 بنسبة 20% إلى 112.4 مليون طن. هذا، ويُقدر حجم الإنتاج الصيني من الصلب بحوالي نصف الإنتاج العالمي، ولكنها تستورد أكثر من ثلثي احتياجاتها من خام الحديد. 

كان سعر خام الحديد قد وصل لأدنى مستوياته على الإطلاق عند 38.30 دولار خلال ديسمبر الماضي، وهي مستويات لم يختبرها من مايو 2009. على الرغم من أن تراجع السعر أدنى 40 دولار قد جذب العديد من المشترين إلا أن معدلات الطلب لاتزال ضعيفة بشكلٍ عام.