هل بيانات التوظيف تدعم رفع معدلات الفائدة الأمريكية فى يونيو المقبل؟

إن التحسن المستمر الذى يشهده سوق العمل الأمريكي ضمن السياق المحدد للاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يثير الجدل حول إمكانية عدول البنك عن سياسته المحايدة ليقوم برفع معدلات الفائدة خلال اجتماع شهر يونيو المقبل. فقد أظهرت البيانات تحسن معدلات التوظيف الأمريكية بالقطاع غير الزراعي إلى 295 ألف وظيفة خلال شهر فبراير، ليسجل متوسط عدد الوظائف 322 ألف وظيفة على مدار الأربعة شهور الماضية، وهى أسرع معدلات تشهدها الوظائف الأمريكية منذ أواخر عام 1997. على الجانب الأخر، فقد تراجعت معدلات البطالة الأمريكية إلى 5.5%، وهو الهدف المحدد من قِبل العديد من أعضاء لجنة الاحتياطي الفيدرالي. 

كانت شهادة "جانيت يلين"، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي قد دفعت التوقعات إلى أن البنك قد يتخلى عن سياسة "التحلي بالصبر" خلال اجتماعه المقبل. وقد عملت بيانات التوظيف الصادرة اليوم على دعم تلك التوقعات بنحوٍ كبير، كما أنها تمهد الطريق أمام رفع معدلات الفائدة الأمريكية خلال شهر يونيو القادم. على الرغم من ذلك، يبقى هذا الأمر غير مؤكداً، حيث أن أعضاء لجنة الاحتياطي يرغبون فى رؤية مزيداً من التحسن فى كلاً من معدلات الإنتاج، التوظيف و التضخم قبل إتخاذ هذا القرار. هذا بالإضافة إلى أن معدلات التضخم مازالت أدنى بكثير من الهدف المحدد لها عند نسبة 2%.

فى حين يرى بعض أعضاء الجنة أن استمرار تحسن أوضاع سوق العمل وتراجع معدلات البطالة يدعم الثقة حول الاقتصاد الأمريكي وقد يؤدي إلى وصول معدلات التضخم نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي عند 2% خلال السنوات القادمة. هذا، ويبقي الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة قرابة نسبة 0% منذ ديسمبر 2008 فى محاولة لدعم النمو الاقتصادي.