أبعاد اقتصادية أم صحية..ماذا وراء دعوة الصين لمواطنيها لتخزين سلع أساسية؟

أبعاد اقتصادية أم صحية..ماذا وراء دعوة الصين لمواطنيها لتخزين سلع أساسية؟

أطلقت الحكومة الصينية مؤخراً دعوة إلى شعبها البالغ تعداده 1.5 مليار نسمة بضرورة تخزين كميات من السلع والاحتياجات الأساسية خلال الأشهر القادمة الأمر الذي أثار القلق حيال ثاني أكبر اقتصاد في العالم واحتمالية التكهن بوقوع كارثة ما.

ونشرت وزارة التجارة الصينية هذا الإعلان على موقعها الإلكتروني ودعت من خلاله المواطنين لتكوين مخزونات من المنتجات والسلع الغذائية الأساسية اليومية.

ولم تحدد الوزارة السبب وراء هذه الدعوة، فالبعض فسرها على أن الصين ربما تواجه نقصا في الغذاء أو يتنبأ بوقوع أزمة صحية أو كارثة طبيعية أو الحالات الطارئة المشابهة والتي ربما تم تناولها في سينما الخيال العلمي.

اسأل عن الجائحة!

تتواصل جهود الحكومة الصينية لمكافحة تفشي جائحة "كورونا" والتي كان منشأها مدينة "ووهان" أواخر عام 2019، وفرضت بكين إغلاقا عاما على مدار أشهر طويلة وقيود بالغة سواء في إجراءات التباعد الاجتماعي أو ارتداء أقنعة الوجه أو توزيع اللقاحات وما إلى ذلك من الخطوات التي اتخذتها الدولة للسيطرة على الفيروس.

وتسببت الجائحة في شلل بالحياة العامة في العديد من الدول، ومن بينها الصين، فقد خوت الشوارع في بلد المليار ونصف مليار نسمة، وتعطلت المواصلات العامة.

وعند وجود توقف شبه تام في المصانع والخدمات العامة والمواصلات وتواجد الملايين في منازلهم، ربما كان من الصعب شراء المستلزمات والاحتياجات اليومية العادية.

لكن في دولة تعداد سكانها بهذا الحجم، من الطبيعي حدوث نقص كبير في الغذاء بالتزامن مع تأخر أصلا في سلاسل إمداد وتوريد السلع.

وعلى أثر كل هذا، دعت وزارة التجارة مختلفة السلطات في الصين إلى تسهيل إنتاج السلع الزراعية وتوريدها وأيضا مراقبة مخزونات اللحوم والخضروات وضرورة وجود ما يكفي من المعروض من السلع والمنتجات لعدم زيادة الأسعار.

وتتذكر الصين ما حدث خلال عام 2020 – ذروة الجائحة – عندما تعطلت سلاسل التوريد بسبب الحجر الصحي وتوقفت مظاهر الحياة العامة على الطرق، وهو ما دفعها لتوجيه هذه الدعوة المقلقة للكثيرين ليس فقط في الصين بل أيضا في العالم الذي تعد بكين صاحبة ثاني أكبر اقتصاداته.

دورة الألعاب الأولمبية

يقترب موعد انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين خلال فبراير عام 2022، وهو حدث رياضي عالمي يجب الاستعداد له جيدا وعدم ترك أي شيء للصدفة، وفي ضوء ذلك، تخشى الحكومة من ظهور موجة جديدة من كورونا تؤدي إلى تشديد الإجراءات الاحترازية في البلاد، وهو ما حدث بالفعل في الأسابيع الأخيرة.

فقد اضطرت الحكومة لفرض إغلاق على 6 ملايين نسمة في مدينة "لانتشو" غربي بكين، ومع ارتفاع عدد الحالات، تم دق جراس إنذار مع وجود ذكريات قريبة مؤلمة تتعلق بالجائحة وما أحاط بها في الصين خلال عام 2020.

كما تعرضت الصين لفيضانات دمرت بعض المحاصيل الزراعية في الصيف وأسفرت عن ارتفاع أسعار السلع، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن الصين أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم.

يبقى أن ننوه إلى أن الصين تعرضت على مدار تاريخها الممتد لفترات من المجاعة أحدثها أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي.

كما أن الصين في الأخوال العادية تشهد نقصا في السلع وارتفاعا في الأسعار مع اقتراب فصل الشتاء من كل عام، لكن الأمر ربما يتفاقم بسبب الجائحة وارتفاع أسعار الطاقة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image