السيناريو المتوقع ... هل يغير بنك كندا موقفه عقب التطورات العالمية الأخيرة؟

السيناريو المتوقع ... هل يغير بنك كندا موقفه عقب التطورات العالمية الأخيرة؟
السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا

يشهد الدولار الكندي يوم مهم غدًا الأربعاء بالتزامن مع صدور بيانات التضخم في كندا، والتي من شأنها التأثير بشكل ملحوظ على تحركات أزواج الدولار الكندي، إلا أن الحدث الأبرز هو قرار الفائدة الصادر عن بنك كندا والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، ستيفن بولوز، خاصة عقب التطورات العالمية الأخيرة والبيانات الاقتصادية الصادرة في كندا منذ اجتماع ديسمبر.

وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات خلال الاجتماع الأخير كانت تشير إلى إبقاء البنك على معدلات الفائدة في ديسمبر وخفضها في اجتماع يناير، فهل يتحقق هذا السيناريو خلال اجتماع الغد؟

الأوضاع الاقتصادية في كندا

عند إلقاء نظرة على الأوضاع الاقتصادية في كندا خلال الفترة الأخيرة منذ قرار الفائدة في ديسمبر الماضي، فسنجد أن البيانات الاقتصادية متباينة وإن كان معظمها أسوء من توقعات الأسواق، ألا أن هذا التراجع لم يؤثر على تحركات الدولار الكندي بشكل ملحوظ. هذا، وتراجع مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية بنسبة 0.5%، وهو أسوء من توقعات الأسواق خلال شهر أكتوبر. في الوقت نفسه، سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي تراجعًا بنسبة 0.1%، فيما أشارت التوقعات إلى ارتفاع المؤشر بنسبة 0.1% خلال شهر أكتوبر. وقد سجل الميزان التجاري الكندي عجز بنسبة 1.1 مليار دولار كندي.

على الجانب الآخر، شهد سوق العمل الكندي تحسنًا ملحوظًا خلال شهر ديسمبر، حيث أضاف الاقتصاد نحو 35.2 ألف وظيفة، فيما تراجع معدل البطالة بنسبة 5.6%. كذلك، أظهر مسح تطلعات الأعمال الصادر عن بنك كندا في بداية الأسبوع الماضية أن الأوضاع الاقتصادية لا تزال إيجابية، وتترقب الأسواق غدًا بيانات التضخم والتي من شأنها التأثير على تحركات الدولار الكندي.

تصريحات مسؤولي بنك كندا

أدلى محافظ بنك كندا، ستيفن بولوز، بعدد من التصريحات عقب اجتماع ديسمبر، أهم  تلك التصريحات ما قاله عن أن التطورات التجارية الأخيرة ستدعم تعافي النمو الاقتصادي والاستثمارات، إلى جانب أن توقيع اتفاقية النافاتا الجديدة من شأنه أن يخلق حالة من الاستقرار. وفي وقت سابق كان بولوز قد صرح أن السياسة النقدية الحالية لا تزال مناسبة، إلا أنه أكد على أن بنك كندا سيحاول دمج السياسة المالية والسياسة النقدية لتحقيق الاستقرار المالي.

محافظ بنك كندا، بولوز: أعتقد بأن السياسة النقدية الحالية مناسبة

من ناحية أخرى، صرحت نائب محافظ بنك كندا، في شهر ديسمبر الماضي، أن الاقتصاد الكندي لا يزال مرن، لكنه قد يتأثر بالتوترات العالمية، وأضافت أن الآثار السلبية للصراع التجاري لن يتم تعويضها إلا عن طريق سياسة نقدية تسهيلية.

التطورات العالمية وأسعار النفط

دعمت التطورات العالمية ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي انعكس بصورة إيجابية على الدولار الكندي، إلا أن هذا الارتفاع لم يعوض الخسائر الماضية التي شهدتها أسعار النفط. فقد ارتفعت أسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، والضربة التي وجهها الحرس الثوري الإيراني على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، إلا أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ضغط على أسعار النفط مرة أخرى.

على الجانب الآخر، أدى توقيع الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين خلال الأسبوع الماضي إلى توفير الدعم لأسعار النفط للارتفاع مرة أخرى. ولا تزال الأسواق تترقب تطورات المحادثات التجارية حول المرحلة الثانية نظرًا لعدم إيجابية التصريحات الصادرة من الجانبين حول التعريفات الجمركية وبعض القضايا الرئيسية في الاتفاق التجاري بما في ذلك الملكية الفكرية، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى تصاعد وتيرة الحرب التجارية مرة أخرى مما سيؤثر سلبًا على أسعار النفط، وبالتالي الدولار الكندي.

هل يُبقي البنك على معدلات الفائدة خلال اجتماع الغد؟

يظهر من خلال توقعات الأسواق واستطلاعات الرأي إمكانية إبقاء بنك كندا على الفائدة دون تغيير عند مستويات 1.75%، وذلك مع ترقب البنك لتطورات الحرب التجارية ومستقبل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب مستقبل اتفاقية النافاتا الجديدة، والتي من شأنها التأثير على الاقتصاد الكندي.

في الوقت نفسه، من المحتمل أن ينتظر البنك مراقبة الأوضاع والبيانات الاقتصادية في كندا لاتخاذ قرار خفض الفائدة، خاصة مع تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية خلال الفترة الأخيرة، وأن كان هذا التحسن لا يعكس تعافي الاقتصاد بصورة واضحة. وقد يوفر المؤتمر الصحفي لمحافظ بنك كندا بعد الإشارات حول وضع الاقتصاد الكندي والسياسة النقدية المستقبلية للبنك.  

على الجانب الآخر، قد يتجه البنك إلى خفض الفائدة، ومخالفة توقعات الأسواق، نظرًا لأن الاقتصاد الكندي قد شهد حالة من التباطؤ في نهاية 2019، بسبب عدد من العوامل أهمها التوترات التجارية، وهو ما قد يستمر تأثيره لفترة من الوقت على الاقتصاد الكندي، ولا سيما الدولار الكندي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image