ماذا بعد توقيع الاتفاق التجاري الجزئي وتداعياته على الاقتصاد العالمي؟

ماذا بعد توقيع الاتفاق التجاري الجزئي وتداعياته على الاقتصاد العالمي؟
الولايات المتحدة والصين

من المقرر أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتوقيع الاتفاق التجاري الجزئي مع الصين في الأسبوع المقبل  وبخاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة حول توقيع الاتفاق في منتصف الشهر الجاري، بالإضافة إلى سفر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني إلى واشنطن من أجل توقيع هذا الاتفاق، وفي هذا التقرير نرصد لكم بعض التفاصيل حول هذا الاتفاق الجزئي وما ينتظره الاقتصاد العالمي بعد توقيعه؟

أولاً: الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق التجاري الجزئي

في منتصف ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة والصين قد توصلا إلى الاتفاق التجاري الجزئي والذي يتضمن إجراء عدة تغييرات هيكلية، إلى جانب شراء الصين للمزيد من المنتجات الزراعية والمنتجات المصنعة.

وأيضاً، ذكر الرئيس الأمريكي بأن الرسوم الجمركية والتي تقدر بنسبة 25% ستبقى كما هي، ولكن الإدارة الأمريكية لن تفرض أي رسوم جمركية جديدة على الصين بعد التوصل إلى الاتفاق التجاري الجزئي بين البلدين.

كذلك أعلنت بكين عن توصل الصين والولايات المتحدة، إلى اتفاق بشأن نص المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين البلدين والتي تتضمن إلغاء الرسوم الأمريكية على السلع الصينية على عدة مراحل، في المقابل ستزيد الصين وارداتها من الولايات المتحدة كجزء من الاتفاق.

مسؤول صيني: توقيع الاتفاق التجاري الجزئي مع أمريكا مفيد لسوق العملات

الصين: الإعلان عن تفاصيل الاتفاق الجزئي مع أمريكا فور توقيعه

ثانيا: موعد توقيع الاتفاق التجاري الجزئي وتأثيره على الاقتصاد العالمي

من المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق التجاري الجزئي في واشنطن خلال الأسبوع المقبل، ولكن لم يتم تحديد موعد ثابت للتوقيع وبخاصة بعدما شكك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التوقيع عليه منتصف الشهر الجاري، بعدما صرح في وقت سابق بأنه على الأرجح سيتم توقيعه يوم 15 يناير الجاري، أو بعد ذلك بفترة قصيرة. ولكن سفر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني إلى واشنطن يشير إلى أن الأمور تمضي على نحو جيد، وسيتم توقيع هذا الاتفاق في الأسبوع المقبل كما هو مقرر.

الصين: نائب رئيس مجلس الدولة يتوجه إلى واشنطن لتوقيع المرحلة الأولى

وتشير التوقعات إلى أن توقيع هذا الاتفاق الجزئي من شأنه أن ينهي المخاوف بشأن تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، وبالتالي بداية تعافي الاقتصاد العالمي بعد تسجيل أسوأ نمو اقتصادي منذ الأزمة المالية العالمية في العام الماضي بنسبة 2.4% فقط، وهو ما دفع بعض المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي إلى تعديل توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد العالمي في 2020، حيث أشار البنك إلى أنه من المتوقع تعافي النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.5% خلال العام الجاري، وذلك على الرغم مع استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية.

وزير الخزانة الأمريكي: اتفاق التجارة مع الصين سيفيد النمو الاقتصادي العالمي

البنك الدولي يخفض توقعات النمو الاقتصادي العالمي في 2020

ثالثاً: ماذا بعد توقيع الاتفاق التجاري الجزئي؟

من المقرر أن يساهم توقيع هذا الاتفاق في تهدئة مخاوف الأسواق بشأن وتيرة الحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، وهو ما سيعزز التجارة والاستثمارات، بما يدعم تعافي النمو الاقتصادي العالمي، وبخاصة وأن صندوق النقد الدولي أشار في وقت سابق إلى أن التوترات التجارية قد تهبط بالناتج المحلي الإجمال العالمي بنسبة 0.8% في العام الماضي.

ولكن بعد توقيع هذه الاتفاق، سيكون تركيز الأسواق منصباً على مدى التزام الأطراف بهذا الاتفاق، وعدم تصاعد التوترات مجدداً، بالإضافة إلى النظر إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري بين البلدين، وبخاصة مع التقارير التي أشارت إلى أن الطرفين قاما بتأجيل القضايا المهمة إلى المرحلة الثانية وعلى رأسها قضايا الملكية الفكرية وحقوق الإنسان، بما من شأنه أن يثير التوترات مجدداً بينهن.

كودلو: سنراقب مدى التزام الصين بالاتفاق الجزئي خلال 6 إلى 9 شهور

بالإضافة إلى ذلك، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة، والتي أشار فيها إلى أنه قد يتم تأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق إلى ما بعد انعقاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، قد يشير إلى أن الأسواق ستراقب في العام المقبل مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق التجاري الجزئي، بالإضافة إلى تطورات مفاوضات المرحلة التالية من الاتفاق.

مع اقترابها.. صراع الانتخابات الرئاسية الأمريكية يزداد سخونة

مجلس النواب الأمريكي يحذر من خطورة اختراق الانتخابات الرئاسية المقبلة


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image