السيناريوهات المتوقعة للانتخابات الفرنسية، وتداعيتها على اليورو

السيناريوهات المتوقعة للانتخابات الفرنسية، وتداعيتها على اليورو

أصبحت الأسواق في ترقب حذر مع اقتراب موعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا والتي ستحدد ملامح الاقتصاد الفرنسي واقتصاد منطقة اليورو بوجه عام الفترة المقبلة. هذا ومن المقرر أن تُعقد الجولة الأولى يوم الأحد المقبل الموافق 23 إبريل، على أن يكون هناك جولة ثانية يوم 7 مايو إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على الأغلبية المتوقعة.

في البداية، قد يشهد اليورو تقلبات حادة الفترة المقبلة مع ارتفاع حالة عدم اليقين وغموض التطورات، بل وقد تفتتح الأسواق التداولات خلال الأسبوع المقبل على فجوة سعرية خاصة في حالة أن أظهرت النتائج تقدم المرشحة لوبين على منافسيها. ففوز لوبين يعتبر من أكبر التحديات التي ستواجه منطقة اليورو بعدما أكدت على اعتزامها إجراء استفتاء مجرد توليها السلطة للخروج نهائيًا من منطقة اليورو.

ويبدو أن الانتخابات الرئاسية هذا العام تختلف نهائيًا عما كانت عليه الأعوام الماضية. فقد قرر الرئيس فرانسوا أولاند عدم الترشح لولاية ثانية، وهو قرار لم يسبق له مثيل طوال التاريخ الانتخابي الفرنسي. على الجانب الأخر، استقال وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون عن الوزارة وأسس حزب وأعلن ترشحه. وفيما يلي أبرز السيناريوهات المتوقعة للانتخابات وتأثير ذلك على تداولات اليورو:

 

  • لوبين أمام ماكرون:

ويعتبر هذا السيناريو هو الأقوى والمُهيمن على الأسواق خلال الأسابيع المنصرمة. وقد تبانيت استطلاعات الرأي بين هذين المرشحين، بل ومن المتوقع أن تتقارب النسب النهائية بينها في الجولة الثانية أيضًا، إلا أنه شعبية إيمانويل ماكرون قد ازدادت بشكل رهيب مؤخرًا وهو ما يجعل الأسواق تتأهب لفوزه إذا وصل للجولة الثانية أمام منافسته لوبين.

التأثير على اليورو: فوز ماكرون على لوبين سيكون إيجابيًا لليورو، فمن المتوقع أن يرتفع اليورو بقوة مقابل أغلب العملات الرئيسية وبالأخص مقابل الدولار الأمريكي، حيث من المتوقع أن يتجه اليورو دولار على المدى الطويل صوب مستويات 1.10.

 

  • لوبين أمام فيون:

وكان هذا السيناريو هو الأبرز حتى فبراير الماضي، ولكن مع تراجع شعبية فرانسوا فيون بشكل حاد بسبب فضيحة زوجته، أصبح سيناريو وصول فيون إلى الجولة الثانية ضعيفًا. ولكن في حالة وصول فيون إلى الجولة الثانية، قد يفاجىء الناخبين الأسواق العالمية ويصوتوا لصالح فوز لوبين أمام منافسها مثلما تفاجأت الأسواق بنتائج الاستفتاء البريطاني والانتخابات الأمريكية.

التأثير على اليورو: في حالة تحقق هذا السيناريو سيواجه اليورو العديد من الضغوطات الفترة المقبلة. وستنتاب حالة من الضعف على اليورو الفترة المقبلة متجهًا إلى أدنى مستوياته على مدار العام عند 1.0340.

 

  • لوبين أمام ميلونشون:

يعتبر هذا السيناريو الأكثر رعبًا للأسواق العالمية مع تطرف توجهات كلا المرشحين. فبرنامج لوبين الانتخابي يستهدف عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو في المقام الأول. على الجانب الأخر، يعتزم ميلونشن تطبيق إجراءات مالية حازمة، حيث من المتوقع أن يتم رفع الحد الأدنى للأجور ورفع الضرائب على فئة معينة من المواطنين. ويبدو أن الملف الانتخابي لأي من المرشحين سيؤثر في الاقتصاد الفرنسي بشكل قوي وبالتالي اقتصاد المنطقة بشكل عام وعلى قيمة اليورو على المدى الطويل.

التأثير على اليورو: ستتهاوى قيمة اليورو بشكل قوي إذا فاز أي من هذين المرشحين مع غموض توجهاتهم. بل ويعتقد البعض أن فوز أي منهما سيدفع اليورو نحو مستوى التكافؤ مقابل الدولار الأمريكي.

 

  • خسارة لوبين في الجولة الأولى:

ويعتبر هذا السيناريو هو الأضعف في الوقت الراهن مع زيادة شعبية لوبين طوال الفترة الماضية. ولكن قد يفاجأ المواطنون الأسواق يوم الأحد المقبل وقد تخسر لوبين من الجولة الأولى. وفي حالة حدوث هذا الأمر، قد ينتقل كل من ماكرون وفيون إلى الجولة الثانية.

التأثير على اليورو: سيكون هذا السيناريو إيجابيًا لليورو، حيث ستتغلل حالة من التفاؤل إلى الأسواق العالمية من جديد مع تراجع مخاوف خروج فرنسا من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي. من المتوقع أن يشهد زوج اليورو دولار ارتفاعًا قويًا على المدى الطويل وقد يصل إلى المستوى 1.12، ومن ثَم المستوى 1.15.

 

إطلع أيضًا على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image