ما نستنتجه من بيان الفائدة، وأسباب تراجع الدولار الاسترالي

ما نستنتجه من بيان الفائدة، وأسباب تراجع الدولار الاسترالي
الدولار الأسترالي

أبقى الاحتياطي الاسترالي على توجهاته الحالية دون تغيير خلال اجتماعه اليوم كالمتوقع، حيث تم الإبقاء على معدلات الفائدة كما هي عند نسبة 1.50% للاجتماع السابع على التوالي. ولم يكن هذا الأمر مفاجئًا للأسواق، فقد جاءت أغلب التوقعات لتصب في صالح إبقاء البنك على سياسته مع وجود دلائل على تعافي الاقتصاد الاسترالي في ظل استقرار الأوضاع وارتفاع أسعار السلع.

وقد أصبح الاحتياطي الاسترالي أكثر تفاؤلاً حيال التطلعات الاقتصادية الفترة المقبلة، بل وحيال الاقتصاد العالمي بوجه عام. فقد أكد البنك على تحسن الأوضاع الصينية إلى حد ما مؤخرًا مدعومًا بالتدابير التحفيزية التي لجأ إليها صناع القرار. وباعتبار الصين من أكبر الشركاء التجاريين مع استراليا، لذا فتحسن الأوضاع الصينية سيكون له تداعيات إيجابية على النشاط التجاري بين البلدين وبالتالي الاقتصاد الاسترالي.

ولكن في الوقت الذي أشاد فيه الاحتياطي الاسترالي اليوم بتحسن الأوضاع العالمية، إلا أنه قد أكد على استمرار حالة عدم اليقين واستحواذها على التطورات العالمية والناجمة عن; ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سياسات ترامب وتبنيه السياسة الحمائية والتي ستؤثر بالطبع على النشاط التجاري الاسترالي، والانتخابات السياسية المرتقبة في العديد من دول منطقة اليورو.

  • قيمة الدولار الاسترالي:

وعن قيمة العملة، أشار البنك اليوم بأن تراجع قيمة الدولار الاسترالي إلى أدنى مستوياته منذ عام 2013 يدعم النشاط التجاري. وأن ارتفاع قيمة العملة قد يقف أمام نمو الصادرات، وبالتالي قد يتسبب في تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي. ومع تطرق البنك إلى هذا الأمر صباح اليوم، تراجعت قيمة الدولار الاسترالي مقابل أغلب العملات الرئيسية. فقد تراجع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة -0.71%، مستهدفًا أدنى مستوياته منذ ما يقرب من أسبوعين عند 0.7540.

 

  • المخاطر التي تواجه سوق الإسكان:

وتتمثل المخاطر التي تواجه الاقتصاد الاسترالي في ارتفاع أسعار سوق الإسكان منذ لجوء الاحتياطي الاسترالي إلى السياسة التسهيلية وسياسة خفض الفائدة لمنع انزلاق الاقتصاد إلى مرحلة الانمكاش. فقد اضطر البنك إلى خفض الفائدة لتستقر قرابة أدنى مستوياتها التاريخية. وعلى إثر هذا، ارتفعت معدلات الإقراض على المنازل بوتيرة قوية، لينتهي المطاف بارتفاع أسعار سوق الإسكان بشكل مبالغ فيه.

وقد أكد البنك على هذا الأمر اليوم حينما أشار إلى استمرار المخاطر التي تواجه القطاع، وأن المقرضين أصبحوا أكثر حذرًا في الآونة الأخيرة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أطل علينا محافظ الاحتياطي الاسترالي فيليب لوي في أعقاب صدور بيان الفائدة ليؤكد على الاستعداد لاتخاذ المزيد من التدابير الاحترازية بهدف التحكم في معدلات الإقراض على المنازل ومستويات الديون. الأمر الذي جعل الأسواق تتأهب لفرض قوانين جديدة على معدلات الإقراض لسوق الإسكان.

 

  • التحديات التي تواجه الاحتياطي الاسترالي:

وبخلاف المخاطر التي تواجه سوق الإسكان، يواجه الاحتياطي الاسترالي العديد من التحديات الأخرى. ولعل أبرز تلك التحديات، تباين أوضاع سوق العمل طوال الفترة الماضية. ففي الوقت الذي سجلت فيه معدلات التوظيف نموًا بوتيرة معتدلة، ارتفعت معدلات البطالة بشكل طفيف، فضلاً عن تباطؤ نمو الأجور.

وبالنظر عن كثب إلى تأثير معدلات الأجور بشكل خاص على الاقتصاد الاسترالي، نجد أن انخفاض تكاليف العمل يقف عائقًا أمام ارتفاع معدلات التضخم للأهداف المرجوة. بالإضافة إلى أن تباطؤ نمو الأجور يجعل مهمة تسديد الأسر للديون أصعب، وبالتالي ارتفاع مستويات الدين ليصبح تحدي أخر للاحتياطي الاسترالي.

 

  • أسباب تراجع الدولار الاسترالي:

فكما ذكرنا سابقًا تطرق الاحتياطي الاسترالي إلى التأثير السلبي لارتفاع العملة على النشاط التجاري وعلى الاقتصاد بوجه عام تسبب في زيادة الضغوط على الدولار الاسترالي. ولكن قد يعود السبب الرئيسي وراء تراجع العملة بشكل قوي منذ صباح اليوم إلى خيبة آمال الأسواق حيال سياسات البنك الفترة المقبلة. فبعدما ازدادت التوقعات التي تصب لصالح اتخاذ الاحتياطي الاسترالي قرار رفع الفائدة بحلول العام المقبل، عادت توقعات إبقاء البنك على سياسته الحالية لفترة من الوقت تلوح في الآفق من جديد مع استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد والتي ستمنع البنك من البدء في وتيرة التشديد النقدي.

إطلع على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image