بريطانيا بدأت رسميًا عملية مغادرة الاتحاد الأوروبي وتواجه 5 مشكلات رئيسية

بريطانيا بدأت رسميًا عملية مغادرة الاتحاد الأوروبي وتواجه 5 مشكلات رئيسية

بدأت المملكة المتحدة فعليًا البدء في عملية إنهاء علاقتها مع الاتحاد الأوروبي والتي دامت لـ 44 عامًا. وأكدت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية على تفعيل المادة 50 لبدء المفاوضات والتي تستمر على أقصى تقدير عامين. وأعلنتها ماي أمام مجلس العموم البريطاني أنه قد حانت لحظة تاريخية دون العودة للوراء. 

تصريحات تيريزا ماي، رئيسية الوزراء البريطيانية بعد تفعيل المادة 50.

وقام سفير المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي بتسليم خطاب رسمي يتكون من ستة صفحات لدونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي. وبعد تسلم الخطاب أعرب تاسك عن حزنه قائلًا بأنه لا يستطيع التظاهر بالسعادة لهذا اليوم ولا يوجد ما يستدعي ذلك سواء في بروكسل أو لندن وأن أغلب الأوروبيين بما في ذلك نصف المصوتين البريطانيين أرادوا أن نبقى معًا. وفي نفس الوقت أكد على أن خروج بريطانيا جعل من بقية الأعضاء أكثر تصميمًا وتوحدًا. وأضاف ماذا أستطيع أن أفعل سنفتقدكم بالفعل.

نص الخطاب الرسمي لطلب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تعليقات دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي.

وخلال عامين من الآن ستشمل المفاوضات بين الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي  عقد اتفاقيات بشأن التجارة، الهجرة، التعليم، والرعاية الصحية.

وفي ظل ذلك توجد انقسامات داخل المملكة المتحدة حول عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، حيث صوت البرلمان الاسكتلندي على عمل استفتاء جديد للانفصال عن المملكة المتحدة بعد أن صوتت في صالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة. وصرح نيكولا ستارجين، الوزير الأول في اسكتلندا أن رئيسة الوزراء تأخذ المملكة المتحدة إلى حافة الهاوية دون أدنى فكرة إلى أين سنسقط. كما خرج بعض المتظاهرين المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان حاملين أعلام الاتحاد الأوروبي.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

سيقوم المجلس الأوروبي بتعيين مفاوضين لعملية خروج بريطانيا والعلاقات المستقلبية معها. وبعد فترة عامين من المفاوضات يجب التوصل لاتفاق نهائي  حاصل على الأغلبية المؤهلة من مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي ومعتم من البرلمان الأوروبي، أيضًا يجب أن يُصدق مجلس العموم واللوردات البريطانيين على هذا الاتفاق قبل أن يُصبح قانون.

هنا سنكون أمام خيارين إما التوصل لاتفاق هنا سيحدث  الانفصال الودي في 2019 أو ربما في وقت لاحق وستغادر بريطانيا بشكل رسمي وستقوم بإعادة التفاوض على اتفاقيات تجارية مع بقية دول العالم. أما حال عدم التوصل لاتفاق أو رفض البرلمان البريطاني شروط الاتفاق هنا سيكون الانفصال المُر وستغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي بعد مرور عامين من تفعيل المادة 50، وستتوقف فعالية قوانين الاتحاد الأوروبي على مواطني بريطانيا ويجب إعادة التفاوض على كل القوانين والمعاهدات بشأن التجارة بالإضافة لإعادة التفاوض بشأن الهجرة.

وهناك عدة مواضيع هامة ستقف عائقًا أمام الانفصال الودي نستعرضها فيما يلي :

فاتورة الانفصال :

يتوقع الاتحاد الأوروبي أن تحترم بريطانيا التزامات الإنفاق المشتركة الحالية حتى مع خروجها في 2019، ويقول جانكر، رئيس المفوضية الأوروبية أن بريطانيا سيكون عليها دفع ما يقرب من 50 مليار إسترليني (63 مليار دولار)  عند مغادرتها. وأعلنت بريطانيا التزامها ولكن سيكون هناك شراسة حول حجم فاتورة الانفصال. وسيكون ذلك أحد أكثر القضايا الشائكة التي ستكون على طاولة المفاوضات.

حقوق المهاجرين :

تسمح قوانين الاتحاد الأوروبي للبريطانيين بحرية المعيشة والعمل في دول الاتحاد الأوروبي والعكس كذلك بالنسبة لمواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا ومن المقرر أن ينتهي ذلك حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. حيث سيتأثر أكثر من 4 مليون شخص بشكل مباشر جراء خروج بريطانيا، وقد تصل المفاوضات لاتفاق يسمح للمهاجرين البقاء في الدولة التي يختارونها ولكن لا يوجد ما يضمن ذلك.

التجارة والتعريفات الجمركية :

عضوية الاتحاد الأوروبي تسمح لبريطانيا ببيع البضائع والخدمات لدول الاتحاد تحت اتفاقية حرية التجارة وبخروجها تضع بريطانيا كل ذلك في مهب الريح. ويُعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر للملكة المتحدة، حيث يُوفر سوق لحوالي 44% من الصادرات البريطانية كما يُوفر 53% لوراداتها.

الصناعات الرئيسية :

ستحاول تيريزا ماي الحصول على أفضل ما يُمكن فيما يخص الصناعات الرئيسية بما في ذلك صناعة السيارات، خطوط الطيران، والخدمات المالية.

  • القطاع المالي وما يرتبط به من خدمات يُمثل 12% من الناتج الإجمالي المحلي وتعد لندن الموقع الأول في العالم في تداول العملات الأجنبية.
  • حال خروج بريطانيا سيواجه مصنعوا السيارات تعريفات جمركية جديدة على السيارات التي يتم شحنها لأوروبا بالإضافة لارتفاع تكلفة قطع الغيار المستوردة، حيث يتم استيراد حوالي 60% من قطع الغيار للسيارات التي يتم تصنيعها في بريطانيا أغلبها من الاتحاد الأوروبي ويتم بيع حوالي 565 من هذه السيارات مرة أخرى لدول الاتحاد الأوروبي.
  • رحلات الطيران من وإلى المملكة المتحدة تأتي في ظل اتفاقية السماء المفتوحة، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق ستقف هذه الرحلات. ويجب أن يتم التصول لاتفاق قبل حلول منتصف العام المقبل حتى يكون باستطاعتهم جدولة مواعيد رحلاتهم لعام 2019.

التحكم في الحدود :

تمتلك بريطانيا حدودًا مع الاتحاد الأوروبي على الرغم من كونها جزيرة، حيث تشترك جمهورية ايرلندا (عضو بالاتحاد الأوروبي) مع ايرلندا الشمالية (تابعة للمملكة المتحدة) في الحدود ويتمتع المقيمين حاليُا بحرية التنقل عن طريق الحدود. أيضًا في حال صوتت اسكتلندا على الانفصال عن الممكلة المتحدة سيكون لديها دولتين تشترك معهما في الحدود.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image