معدلات التضخم البريطانية تسجل أسرع وتيرة نمو منذ يونيو 2014

معدلات التضخم البريطانية تسجل أسرع وتيرة نمو منذ يونيو 2014

واصلت بيانات التضخم البريطانية نموها لتصبح على مشارف استهدافها النسبة المحددة عند 2%. فوفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة على أساس سنوي خلال شهر يناير بنسبة 1.8%، وعلى الرغم من أنه قد جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاعه بنسبة 1.8%، إلا أنه قد جاء أفضل من قراءة ديسمبر عندما ارتفع المؤشر بنسبة 1.6% فقط.

ويجدر بالذكر، أن معدلات التضخم خلال أول شهر بعام 2017 قد سجلت أسرع وتيرة نمو منذ يونيو 2014 مدعومة بتعافي أسعار النفط العالمية وبالتراجع الحاد لقيمة الجنيه الاسترليني. فقد عادت أسعار النفط من جديد لتستقر قرابة مستويات 55 دولار للبرميل، بعدما سجلت الأسعار متوسط 33 دولار للبرميل طوال عام 2016.

  • الرسم البياني التالي يوضح التغير في معدلات التضخم منذ بداية عام 2016 وحتى الأن:

أما بالنظر إلى معدلات التضخم بقميتها الأساسية (أي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة)، فنجد استقرار نموها عند 1.6% لتأتي دون التوقعات التي اشارت إلى ارتفاعها بنسبة 1.7%.

على صعيد أخر، ارتفع أسعار المستهلكين الذي يضم المنازل بنسب 2.0% بعدما ارتفع في ديسمبر بنسبة 1.7%. أما بالنسبة إلى أسعار المنتجين، فنجد ارتفاع المدخلات بنسبة 1.7%، وتم مراجعة القراءة السابقة على نحوٍ مرتفع من نسبة 1.8% إلى نسبة 2.7%. وقد ارتفعت المخرجات بنسبة 0.6%، حيث تعتبر تلك أكبر نسبة ارتفاع منذ أكتوبر الماضي.

ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في ارتفاع التضخم بتلك الوتيرة خلال الفترة المحددة، ارتفاع أسعار وسائل النقل على أساس سنوي بنسبة 0.87% بعد تراجعها في يناير 2016 بنسبة 0.11%، وساهمت في نمو التضخم بنسبة 0.29%.

وارتفعت أسعار الوقود والمواد الخام بأقوى وتيرة منذ سبتمبر 2008، حيث ارتفعت الأسعار على أساس سنوي بنسبة 20.5%. أما بالنسبة إلى أسعار الملابس، فلم تشهد تغيرًا جذريًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقد وقفت أسعار الغذاء أمام نمو التضخم، حيث أظهرت الإحصائايات تراجعها بنسبة 0.29%.

  • الجدول يوضح تفاصيل مكونات أسعار المستهلكين في يناير:

وازدادت التوقعات التي تصب لصالح استمرار نمو التضخم بوتيرة قوية الفترة القادمة خاصة مع استمرار تراجع قيمة الجنيه الاسترليني مقابل أغلب العملات الرئيسية منذ النصف الثاني من العام الماضي. فقد تراجع الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 17% منذ نتائج الاستفتاء البريطاني، بينما تراجعت قيمة العملة مقابل اليورو بنسبة 11%.

ولكن يجب الوضع في الاعتبار، تأكيد بنك انجلترا على السماح للمعدلات بتخطي الهدف المحدد، حيث قام برفع توقعاته لنمو التضخم خلال العام الجاري لتستقر قرابة  نسبة 2.7%. الأمر الذي يجعلنا نرجح إبقاء بنك انجلترا على سياسته الحالية دون تغيير هذا العام ما لم تشهد التطورات الاقتصادية تغيرًا جذريًا بعدما اتخذ قرار خفض الفائدة إلى نسبة 0.25% وزيادة حجم برنامج شراء الأصول إلى 435 مليار جنيه استريليني لضمان استقرار الأوضاع في أغسطس المنصرم.

وقد تراجع زوج الاسترليني دولار بقوة في أعقاب صدور البيانات من أعلى مستوياته عند 1.2546 لينجح في كسر نموذج الوتد الصاعد مستهدفًا المستوى 1.2440. في حالة استمرار تراجع الزوج وكسر المستوى المذكور سابقًا، فمن المتوقع أن يعود من جديد لاختبار المستوى 1.2345.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image