ما هو سبب أهمية علم الاقتصاد في حياتنا؟ (1)

قد يبدو أن الاقتصاد ما هو إلا دراسة الجداول والرسوم البيانية والإحصاءات والأرقام، ولكن وبشكل أكثر تحديدًا الاقتصاد هو دراسة ما يُشكل السلوك الإنساني من أجل تلبية احتياجاته ورغباته. فعلى سبيل المثال، عندما تواجه مشكلة مع محدودية الموارد المتاحة أمامك والتي تسعى لتحقيق رغباتك واحتياجاتك من خلالها، عند ذلك يتوجب عليك القيام بخيارات محددة مع أموالك، فسيكون عليك مثلًا إنفاق جزء من ذلك المال على الإيجار، الكهرباء، والمواد الغذائية بمعنى آخر الاحتياجات الأساسية، وما سيتبقى من ذلك المال ستوجهه لقضاء رغباتك الأخرى كالذهاب للسينما أو شراء ملابس إلى غير ذلك.

وهنا ينصب اهتمام الاقتصاديين بالخيارات التي قمت بها و الاستقصاء حول سبب قيامك مثلًا باختيار شراء جهاز DVD جديد بدلًا من استبدال جهاز التلفاز القديم، أيضًا سيودوا معرفة ما إذا كنت ستستمر في شراء سلعة ما إذا استمرت في الارتفاع. لذا فإن الجوهر الأساسي للاقتصاد هو محاولة فهم كيفية تصرف الأفراد والشعوب وفقًا لبعض القيود المادية. لذا يُمكننا القول بأنه دراسة جوانب معينة في المجتمع.

وفي كتابه "التحقيق في طبيعة وأسباب ثروة الشعوب" أوجد آدم سميث "أبو الاقتصاد الحديث" اختصاص علم الاقتصاد من خلال محاولة فهم سبب ازدهار بعض الشعوب فيما كان البعض الآخر يعاني جراء الفقر، وقام الكثير من الاقتصاديين بعده باستكشاف كيفية تأثير توزيع الموارد على ثروات الشعوب.

ولدراسة هذه الأشياء يقوم علم الاقتصاد بافتراضات بأن الانسان سيسعى لإشباع اهتماماته الشخصية، كذلك يفترض أن الأفراد عقلانيون في سبيل سعيهم لإشباع رغباتهم واحتياجاتهم غير المحدودة، وبالتالي فإن علم الاقتصاد هو علم اجتماعي - بالرغم من أنه يُشار إليه أحيانًا بالعلم الكئيب - يقوم بدراسة تصرفات البشر وفقًا لاهتماماتهم الشخصية وهذا التعريف وضعه ألفريد مارشال في كتابه "أساسيات الاقتصاد" عام 1890م. ليعكس مدى التعقيدات الكامنة وراء علم الاقتصاد الذي يحوي بين طياته على جانب دراسة الثروة وعلى الجانب الآخر والأكثر أهمية هو دراسة الانسان.