يلين تعزز إحتمالات رفع الفائدة في ديسمبر والدولار يرتفع لأعلى مستوياته

يلين تعزز إحتمالات رفع الفائدة في ديسمبر والدولار يرتفع لأعلى مستوياته

 أطلت علينا جانيت يلين محافظ الفيدرالي الأمريكي أمس خلال شهادتها حول السياسة النقدية والتي أثارت جدلاً كبيراً حول توجهات البنك خلال الفترة المقبلة. فبعد أن تهيأت لإشارة يلين بشكل مباشر إلى رفع الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، تجنبت يلين التطرق إلى إمكانيات رفع الفائدة خلال الاجتماع المقبل، فيما اكتفت بالتأكيد على ارتفاع فرص رفع الفائدة مؤخراً. على الجانب الأخر، أشادت خلال شهادتها بالتقدم الذي أحرزه الاقتصاد الأمريكي عى مدار العام الجاري وخاصة سوق العمل. كما أعربت عن ثقتها المرتفعة في قدرة الاقتصاد على التقدم بخطى ثابتة نحو الأهداف المحددة له، مما سيضمن الاستمرار في عملية التشديد النقدي بوتيرة تدريجية.

رفع الفائدة.

بالرغم من غياب الإشارة المباشرة إلى خطوات البنك خلال الاجتماعات المقبلة، إلا أن يلين قد أكدت على أن رفع الفائدة قريباً قد يبدو ملائماً خاصة وإن استمر تحسن الأداء الاقتصادي. ولا تزال لجنة الفيدرالي بحاجة إلى رؤية المزيد من البيانات الاقتصادية لتقييم الأداء الاقتصادي بشكل أدق قبل التحرك. ولكن من جانبها، أوضحت يلين أن ذلك ينبع فقط من رغبة اللجنة في التأكد من استدامة التعافي الأخير فقط، وليس بسبب ضعف الثقة في الاقتصاد. وعليه، تعتقد يلين أن الاقتصاد الأمريكي لديه مساحة واسعة لإظهار المزيد من التحسن ربما أفضل مما تتوقعه اللجنة، وهو ما سيعزز من استمرار عملية التشديد النقدي. وأخيراً، حذرت من التمهل طويلاً قبل رفع الفائدة حيث أنه قد يتسبب في اضطراب مسار التشديد النقدي مستقبلاً، فقد يضطر البنك إلى تسريع وتيرة رفع الفائدة من أجل تفادي خطر تجاوز الاقتصاد للأهداف المعلنة.

الوضع الاقتصادي.

اتسمت تصريحات يلين بالإيجابية الشديدة حول التطورات الاقتصادية على مدار العام الجاري، مؤكدة على اقتراب الاقتصاد من تحقيق هدفي التضخم والتوظيف. وجاءت تحسن سوق العمل في الصدارة، حيث أكدت على تمكن القطاع من إضافة ما يزيد عن متوسط 180 ألف وظيفة شهرياً حتى أكتوبر الماضي، وهي وتيرة كافية لاستيعاب الزيادة في القوى العاملة، على الرغم من أن تلك النسب أدنى من متوسط عام 2015. كما استقرت البطالة قرابة أدنى مستوياتها. وقد أشارت يلين أن النمو المستمر لللوظائف تزامناً مع استقرار البطالة سيوفر المزيد من الدعم للنمو الاقتصادي. وأضافت أن الإنفاق الاستهلاكي قد تحسن بشكل ملحوظ مدعوماً بارتفاع الأجور، اانخفاض تكاليف الإقراض وكذلك تحسن ثقة المستهلك. أما التضخم، فمازل غير قادراً على الاقتراب من الهدف 2% ولكن ترى اللجنة أن هذا ناتج عن التداعيات السلبية لتراجع أسعار الطاقة بشكل رئيسي، حيث أن التضخم الأساسي يقترب فعلياً من الهدف مسجلاً 1.75%.

التطورات السياسية.

أكدت يلين أن الانتخابات الرئاسية كان لها تأثيراً واضحاً على الأسواق المالية كما تسبب في ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن المستقبل السياسي والاقتصادي على حدٍ سواء. وأشارت أن تحركات الأسواق خلال الشهور المقبلة تظل محاطة بالغموض، ولذلك سيواصل البنك مراقبته لتطورات الأسواق بحذر والاستجابة لها.

قيمة الدولار.

لم يكن لقيمة الدولار نصيب كبير من تصريحات يلين بالأمس. ولكن بدا أن البنك غير متضرراً من الارتفاع الأخير في قيمة الدولار وعائدات السندات الأمريكية بشكل عام. حيث أن ترك المجال مفتوحاً أمام رفع الفائدة خلال الشهور المقبلة قد يشكل المزيد من الدعم للدولار الأمريكي الذي نجح مؤخراً في تعويض الخسائر التي تكبدها تأثراً بالانتخابات الرئاسية وما تسببت فيه من فقدان الثقة. ومن الواضح أن هذا الارتفاع لا يشكل خطراً على توجهات البنك خلال الفترات المقبلة.

 

هذا، وقد صبت شهادة يلين في صالح الدولار الأمريكي والذي سجل أعلى مستوياته أمام العملات المنافسة مدعوماً بإيجابية تصريحات يلين من جهة وارتفاع عائدات السندات من جهة أخرى. الأمر الذي استمر أيضاً خلال تداولات اليوم، فقد هوى زوج اليورو دولار إلى مستويات 1.0570، وتراجع الاسترليني دولار إلى مستوى الدعم 1.2300، فيما ارتفع زوج الدولار ين مخترقاً مستويات الـ 110 ليصل إلى 110.90. وجاء ذلك مع تعزيز تصريحات يلين من إحتمالات رفع الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل. 


 

للإطلاع على نص الشهادة: 

أهم ما جاء في شهادة يلين محافظ الفيدرالي الأمريكي


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image