الفيدرالي الأمريكي يُمهد لرفع الفائدة في ديسمبر

الفيدرالي الأمريكي يُمهد لرفع الفائدة في ديسمبر

قررت لجنة السياسة النقدية بالفيدرالي الأمريكي مواصلة التزامها بالنهج الحذر خلال اجتماعها الأخير، والإبقاء على توجهات السياسة الحالية دون تغيير. ولم يكن قرار الفيدرالي بالإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير عند 0.50% هذه المرة مخيباً لآمال الأسواق بنحو كبير، حيث اتسمت نبرة الفيدرالي بالإيجابية حيال الأوضاع الاقتصادية مما قد يدعم رفع الفائدة خلال الشهور القليلة المقبلة.

وقد أوضح بيان الفائدة الصادر عن لجنة الفيدرالي الأمريكي أن النهج التدريجي لمسار السياسة النقدية من شأنه ضمان مواصلة التعافي الاقتصادي بوتيرة معتدلة مع استمرار تحسن سوق العمل. وكان البيان قد أكد على أن المخاطر على النمو الاقتصادي باتت أقرب إلى التوازن على المدى القريب، مع التشديد على استمرار مراقبة مسار التضخم والتطورات العالمية على الصعيدين المالي والاقتصادي قبل إتخاذ قرار رفع الفائدة.

هذا، وعلى الرغم من إبقاء اللجنة على معدل الفائدة، إلا أنه قد تم الإشارة إلى تزايد فرص رفع الفائدة ولكن فضلت اللجنة انتظار المزيد من الوقت من أجل التأكد من استمرار تقدم الاقتصاد نحو الأهداف المحددة. وعليه، أكدت اللجنة أن السياسة الحالية تدعم استمرار تحسن أوضاع سوق العمل ودفع التضخم صوب الهدف 2%. وهو ما أكدت عليه محافظ الفيدرالي يلين أثناء خطابها بمنتدى جاكسون هول الاقتصادي خلال أغسطس الماضي، الأمر الذي عزز من ثقة الأسواق في اقتراب موعد رفع الفائدة بشكل كبير.

ومن جانبها، أكدت يلين خلال المؤتمر الصحفي على أن السياسة النقدية لا تسير على نهج مُحدد مُسبقاً وإنما يعتمد أولاً وأخيراً على البيانات الاقتصادية. كما تطرقت إلى أسباب عدم إتخاذ اللجنة لقرار رفع الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، حيث أشارت بأن هذا القرار لا يعكس ضعف ثقة اللجنة في الأداء الاقتصادي، مؤكدة على أن التحسن المستمر لسوق العمل يدل على استمرار تعافي الاقتصاد، ولكن في ظل  استمرار انخفاض التضخم دون الهدف، والرغبة في رؤية مزيداً من التحسن في سوق العمل، انحازت اللجنة إلى ضرورة الانتظار لبعض الوقت من أجل تقييم قدرة الاقتصاد على استكمال مسيرة التعافي وتحقيق الأهداف المنشودة.

وأضافت أن اللجنة تتوقع أن يعمل الأداء الاقتصادي خلال الفترة المقبلة في صالح استكمال وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة. فيما أكدت على الجانب الأخر على أن معدلات الفائدة ستواصل استقرارها عند مستويات أكثر انخفاضاً عن المستويات المتوقعة على المدى الطويل. كما تم التشديد على أن مسار الفائدة سوف يعتمد على التطلعات الاقتصادية، استناداً على ما سوف تظهره البيانات، مع التأكيد على أن الرفع التدريجي لمعدل الفائدة يضمن التحكم في مسار النمو. على الجانب الأخر، صرحت بأن استمرار السياسة التسهيلية لفترة أطول من اللازم قد ينتج عنها بعض المخاطر مستقبلاً.

جدير بالذكر أن اجتماع هذا الشهر قد شهد المزيد من تضارب الآراء. فلم يكن قرار الإبقاء على الفائدة قراراً جماعياً، حيث صوت كل من إستر جورج، إريك روزينجرن و لوريتا ميستر في صالح رفع الفائدة هذا الاجتماع. الأمر الذي يعكس استمرار وجود فجوة بين توجهات الأعضاء على الرغم من إجماع اللجنة على استمرار تحسن الوضع الاقتصادي بشكل ملموس خلال الآونة الأخيرة. وقد شكل هذا التضارب ضغوطاً مضاعفة على توقعات رفع الفائدة خلال هذا العام  واستقبال الأسواق للبيان كتمهيد للطريق أمام رفع الفائدة خلال الاجتماعات القادمة، ولاسيما في ديسمبر.

وعن الدولار الأمريكي، فقد عجز عن الصمود في وجه الضغوط البيعية المكثفة التي انهالت عليه عقب أن خفض الفيدرالي توقعاته لعدد مرات رفع الفائدة هذا العام والعام المقبل، ليتراجع الدولار بشكل قوي وسريع أمام العملات المنافسة. على الجانب الأخر، فمن المتوقع أن يكون هبوط الدولار محدوداً بعض الشئ، على أن يعاود تقليص تلك الخسائر مع اقتراب موعد اجتماع ديسمبر، خاصة وإن جاءت البيانات الاقتصادية خلال تلك الفترة في صالح رفع الفائدة.


 

ننصحكم بالإطلاع على نص البيان وتصريحات يلين خلال المؤتمر الصحفي من خلال: 

اقرأ أيضاً: 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image