ما يعنيه استقرار أسعار النفط دون المستوى 30 دولار للبرميل

ما يعنيه استقرار أسعار النفط دون المستوى 30 دولار للبرميل
نفط

بالرغم من أن هناك العديد من التوقعات التي تشير إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يدعم النمو الاقتصادي إلا أن هناك أيضًا الكثير من الأضرار التي قد تنجم عن هذا التراجه لا سيما ضعف معدلات التضخم وتردي الأوضاع المالية للعديد من الحكومات والشركات وفيما يلي نظرة شاملة عن بعض الجوانب بعد تراجع أسعار النفط دون المستوى 30 دولار للبرميل:

  •  لا يمكن أن يستمر منتجي النفط في الإنتاج عندا يكون سعر البرميل 30 دولار للبرميل

هناك دول قليلة فقط تستطيع استخراج النفط بسعر أقل من 30 دولار للبرميل ومنها المملكة العربية السعودية وايران والعراق ولهذا قد تقل معدلات إنتاج النفط في الدول الأخرى بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج عن الأسعار الحالية وهة ما سوف يؤدي بنهاية المطاف إلى تراجع المعروض من النفط وارتفاع الأسعار.

  • ضرورة ارتفاع أسعار النفط بأعلى من تكلفة الانتاج بكثير

أغلب الشركات التي تعمل في قطاع النفط يجب عليها أن تقوم بسداد القروض والفوائد ولهذا يجب أن تكون أسعار النفط أعلى من تكلفة الانتاج بكثير حتى يتسنى لها تسديد ما عليها وتحقيق أرباح.

  • لا يتوقف المنتجين عن الأنتاج عند تدني الأسعار

الأمر يستغرق سنوات عديدة عند بدء مشروع جديد في استخراج النفط، ولهذا عند تدني الأسعار لا تقوم تلك الشركات بالتوقف عند الإنتاج في الحالي بل الاستمرار على أمل ارتفاعها مرة أخرى وكما ذكرنا فإنه يتوجب عليها سداد ديونها بفوائدها سواء استمر المشروع أم لا.

هذا بالإضافة إلى أن بمجرد بدء الحفر فإن إنتاج البئر يستمر لعدة سنوات، وتكلفة بدء الحفر أكثر بكثير من الاستمرار في الإنتاج بغض النظر عن سعر البيع الحالي.

يستمر مصدري النفط في الإنتاج لأنهم بالحاجة إلى إيرادات بيع براميل لنفط بتمويل المشاريع الحكومية لما تمثله تلك الإيرادات من أهمية في الموازنات العامة.

تحافظ الشركات على الخبراء لديها لأطول فترة ممكنة حيث أن فقدانهم لن يعوض بسهوله ولذلك تستمر الشركات في الإنتاج والاستمرار في المشاريع بقدر المستطاع

بعض الدول لديها صناديث ثروات سيادية يمكنها تعويض تراجع إيرادات الصادرات النفطية ولذلك يستمر تمويل الحكومة لعام أو عامين في ظل أسعار النفط المنخفضة.

الشركات التي قد تعلن إفلاسها قد يتم يتم مد فترة سداد الديون لديها كما حدث قي قطاع العقارات في عام 2008 ولهذا قد لا تتفاقم المشكلة في الوقت الحالي على أن تظهر بشكل كبير في وقت لاحق وتحتاج إلى قوانين جديدة قد نؤثر على الأسواق.

  • عادة لا يزداد الطلب بوتيرة قوية عند انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية ولكن الأمر يستغرق فترة من الوقت
  • ارتفاع أسعار النفط يزيد من مخاطر الركود على اقتصادات الدول التي تستورد النفط لأنه عادة لا تزداد أجور العالمين حينما ترتفع أسعار النفط

ملخص القول، إنه عندما تكون الأسعار مرتفعة تقوم الشركات بالتوسع في استثمارات استخراج النفط ورفع معل الإنتاج ولكن لا يستطيع المستهلك تحمل كافة التكاليف للمنتجات التي يستخدمها مثل المنزل أو السيارة. ومن ناحية أخرى، فإن أسعار النفط المنخفضة تستمر تلك الشركات في استخراج النفط ولكن وضعها المالي يزداد سوءًا.

وتبقى المعادلة الصعبة قائمة ما لم يتم اتخاذ قرارات تجعل الاقتصاد يتلائم مع التغيرات في الأسعار سواء من خلال السياسة النقدية أو المالية.

 

 

 

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image