هل تعزز بيانات سوق العمل الأمريكية توقعات عدم خفض الفائدة؟...السيناريو المتوقع!

هل تعزز بيانات سوق العمل الأمريكية توقعات عدم خفض الفائدة؟...السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي

الأسواق المالية على موعد مع صدور بيانات سوق العمل الأمريكية والتي من المنتظر أن يكون لها تداعيات قوية للغاية على تحركات الدولار الأمريكي وأزواجه، حيث ستحاول الأسواق الاستدلال على أي مؤشرات فيما يتعلق بقرارات السياسة النقدية المقبلة للاحتياطي الفيدرالي.

وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة غدا وكيفية تأثيرها على الأسواق:

أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال مارس الماضي:

كشفت البيانات الصادرة، عن إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي خلال مارس الماضي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي حوالي 303 ألف وظيفة، وهو ما جاء أفضل بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 200 ألف وظيفة. وأيضا، انخفض معدل البطالة الأمريكية إلى مستوى 3.8% خلال شهر مارس، وهو أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقرار البطالة الأمريكية عند مستوى 3.9% كما حدث في فبراير الماضي.

وفي الوقت ذاته، ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال مارس الماضي، بما يتوافق مع التوقعات التي أشارت لتسجيله نموا بنسبة 0.3%، بينما على أساس سنوي نمت الأجور بنسبة 4.1% وذلك بما يتوافق مع التوقعات التي رجحت تسجيلها نحو 4.1%، وكانت القراءة السابقة قد أظهرت نمو مؤشر الأجور السنوي بنسبة 4.3% خلال فبراير الماضي.

وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي داعم لتحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأن قوة بيانات سوق العمل الأمريكي تدعم توقعات الأسواق بأن التضخم سيواصل صموده ولن ينخفض بسهولة، وهذا قد يدفع الفيدرالي الأمريكي للإبقاء على الفائدة المرتفعة لفترة طويلة.

عاجل... بيانات سوق العمل الأمريكية إيجابية للغاية وأفضل من المتوقع!

ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي:

في الفترة الماضية، صدرت الكثير من البيانات الاقتصادية والتي تعطي مؤشرا إيجابيا إلى حد ما بشأن أداء بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، إيجابية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال أبريل الماضي، فوفقا للبيانات، فقد ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 192 ألف وظيفة، وهو ما جاء أفضل بكثير من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعه بنحو 175 ألف وظيفة، كما أنه أفضل أيضا من القراءة السابقة؛ والتي أظهرت إضافة القطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة لحوالي 208 ألف وظيفة.

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر إيجابية طفيفة خلال الأسابيع الماضية، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربع أسابيع الماضية، عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية دون مستوى 215 ألف طلب، وهذا يعني ضعف طلبات الإعانة الأمريكية.

بيانات الوظائف الشاغرة: أصدر مكتب العمل الأمريكي بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل لشهر مارس الماضي، والتي جاءت أسوأ بكثير من توقعات الأسواق، حيث سجل مؤشر الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل نحو 8.49 مليون وظيفة خلال فبراير الماضي، ما جاء دون التوقعات التي رجحت انخفاض المؤشر إلى 8.68 مليون وظيفة، علما بأن القراءة السابقة لشهر فبراير الماضي سجلت نحو 8.81 مليون وظيفة.

وهذه البيانات الأمريكية تظهر استمرار قوة سوق العمل الأمريكي، حيث انخفضت طلبات إعانات البطالة ولو بشكل طفيف، وكذلك، استمر القطاع الخاص الأمريكي في إضافة وظائف قوية خلال الشهر الماضي، وهو ما قد يكون مؤشرا على قوة بيانات سوق العمل المقبل.

عاجل - بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي إيجابية خلال أبريل

عاجل... بيانات إعانات البطالة الأمريكية أفضل من المتوقع

ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟

تشير التوقعات إلى أن الفائدة الأمريكية المرتفعة قد يكون لها تأثير محتمل على أداء سوق العمل الأمريكي بالفترة الماضية، حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 243 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن ينخفض نمو الأجور على أساس سنوي عند مستوى 4.0%، وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 3.8% خلال نفس الفترة.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لبيانات سوق العمل الأمريكي وتأثيرها بتحركات الدولار:

السيناريو الأول يتمثل في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي بأن تأتي بأفضل من التوقعات بشكل كبير، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 243 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 3.8%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 106 نقطة أو ربما قد يتجه نحو مستوى 107 نقطة، لأن مثل هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي سيؤخر موعد خفض الفائدة إلى العام المقبل، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي بأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من 243 ألف وظيفة، وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.8%، ويتباطأ نمو الأجور السنوي دون مستوى 4.0%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 105 نقطة أو أقل من ذلك وربما نحو مستوى 104 نقطة، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي سينجح قريبا في تحقيق هدف التضخم، وهذا السيناريو السلبي لمؤشر الدولار قد ينعكس إيجابيا على الذهب وسوق الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية وخاصة البيتكوين.

نظرة فنية على أداء مؤشر الدولار الأمريكي


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image