لماذا صعد الدولار بقوة رغم البيانات السلبية للغاية اليوم؟

لماذا صعد الدولار بقوة رغم البيانات السلبية للغاية اليوم؟
الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا قويا خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث بدء الدولار التداولات المبكرة على أرباح معتدلة، ولكنه ارتفع بشكل كبير تدريجيا خلال منتصف الجلسة الأوروبية، وحافظ على صعوده حتى صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة بالولايات المتحدة اليوم، ورغم أنها جاءت سلبية للغاية، إلا أنه تعافى من تأثيرها بسرعة وصعد بقوة ليحقق أرباحا قوية بعد ذلك.

أبرز الأسباب التي ساعدت الدولار على الصعود بقوة

زاد إقبال المستثمرين بشكل كبير على شراء الدولار خلال التعاملات اليوم، بعد عودة حالة الذعر مرة اخرى إلى الأسواق من امتداد آثار انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي إلى القطاعات المصرفية خارج الولايات المتحدة.

وجاء هذا بعدما شهد بنك كريدي سويس خسائرا فادحة خلال تعاملات اليوم،تراجع على إثرها سهم البنك السويسري الشهير - المدرج في البورصة السويسرية وبورصة وول ستريت الأمريكية - بواقع ما يقرب من 30% ، وهو ما دفع المنظمين نحو تعليق التداول على السهم، لوضع حد للتداعيات على النظام المصرفي.

ورغم كل العوامل الداعمة لهبوط الدولار ، سواءا كان هذا التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية أم البيانات الاقتصادية السلبية للغاية الصادرة اليوم بالولايات المتحدة، إلا أن حالة الذعر وعدم اليقين اعطى دافعا كبيرا للعملة الخضراء، وتمكن الدولار من تعزيز أرباحه بدلا من التراجع بفعل تلك البيانات.

ولكن الدولار رغم صعوده كان قد لاقى ضغوطا هبوطية واضحة وقت صدور البيانات الاقتصادية، التي قلصت حينها جزءا من أرباحه المبكرة، ومع ذلك فقد استأنف صعوده بقوة كبيرة بعد الإعلان عن تعليق التداولات على سهم كريدي سويس، حيث بدأت الأنظار تتوجه إليه كملاذ آمن، بدلا من ذلك.

ويذكر أن مكتب الإحصاء الأمريكي قد كشف اليوم عن انكماش مؤشر أسعار المنتجين يفوق توقعات الأسواق، بعدما سجل نموا بالشهر الماضي، وهو ما قد يعكس تباطؤ محتمل بمعدل التضخم الأمريكي، وفي نفس الوقت، أوضحت البيانات كذلك انكماش مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة بما يفوق توقعات الأسواق، بما يعكس تباطؤا بالإنفاق والاستهلاك، وهو ما يعزز مخاوف الركود.

ومن ناحية أخرى، فقد سجل المؤشر التصنيعي بولاية نيويورك انكماشا حادا فاق التوقعات بشهر مارس الحالي، الأمر الذي كان من شأنه وضع الدولار على طريق التراجع، ولكن هذا كان تأثيره موقتا، وامتد لدقائق معدودة فقط، قاوم فيها ثيران السوق قوة الدببة البيعية وتفوقوا عليهم بشكل كبير، وبالتالي تمكن الدولار من الصعود بقوة.

ومن ناحية أخرى، فقد دعمت التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا موقف الدولار أيضا، بعدما قامت السلطات الأمريكية بإسقاط طائرة روسية فوق شبه جزيرة القرم الأوكرانية، والتي تعتبرها روسيا جزءا من أراضيها بعد إعلان استحواذها عليها، وهو ما عزز مخاوف المستثمرين، خاصة في ظل ترقبهم لظهور لأثر الحقيقي لانهيار بنك سيليكون فالي على باقي القطاع المصرفي العالمي.

الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 1.20% ليسجل 104.91 نقطة.

أما بالنسبة لتداولاته بأزواج العملات، فقد تراجع اليورو بواقع 1.84% مقابل الدولار، مسجلا 1.0533 دولارا، بعدما لامس أدنى مستوياته منذ 8 فبراير الماضي، كما تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.88% إلى 1.204 دولارا.

وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 1.00% ليصل إلى 132.87 ين، في حين ارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.81% إلى 0.9212 فرنك.

أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد تراجع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 1.09% إلى 0.6610 دولار استرالي، كما تراجع الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.75% إلى 0.6189 دولار نيوزلندي، وارتفع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بواقع 0.88% إلى 1.3803 دولار كندي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image