نظرة على شهية المخاطرة في الأسواق العالمية

ارتفع الدولار الأمريكي، بينما انجرفت الأسهم إلى أسفل، حتى بعد أن تباطأت مؤشرات أسعار المستهلكين الأمريكية لشهر أغسطس بأكثر مما كان متوقعا، ومع استمرار التضخم أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي، ويبدو أن المستثمرين حافظوا على رهاناتهم على أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي سيبدأون عملية التناقص التدريجي في وقت لاحق من هذا العام، وتم إصدار مؤشرات أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة في وقت مبكر اليوم، مع ارتفاع كل من المعدلات الرئيسية والأساسية بأكثر من المتوقع، وفي وقت لاحق من اليوم، سيكون دور كندا لإصدار أرقام التضخم، مع تسارع محتمل ربما يشجع تجار الدولار الكندي على زيادة الرهانات على تخفيض بنك كندا في أكتوبر.

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية الأخرى يوم الثلاثاء وخلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء. ارتفع مقابل الدولار الأسترالي والدولار الكندي والجنيه الإسترليني والدولار النيوزيلندي واليورو بهذا الترتيب، بينما كان أداؤه أقل من الين الياباني والفرنك السويسري.

تشير القوة النسبية للدولار الأمريكي والملاذ الآمن الين والفرنك ، جنبا إلى جنب مع ضعف العملات المرتبطة بالمخاطرة، إلى أن الأسواق المالية ربما تكون قد تداولت بطريقة تجنب المخاطرة أمس واليوم في آسيا. في الواقع، بالنظر إلى الأداء في عالم الأسهم، نرى أنه على الرغم من اختلاط مؤشرات الاتحاد الأوروبي، إلا أن وول ستريت أنهت المنطقة الحمراء، مع خسارة مؤشر داو جونز بنسبة 0.84%، وظلت الشهية ضعيفة خلال الجلسة الآسيوية اليوم أيضا، وكان الاستثناء الوحيد هو مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية، الذي ارتفع بنسبة 0.29%.

ومن المتوقع أن يواصل الدولار الأمريكي الانجراف شمالا لفترة أطول، خاصة إذا خرج المزيد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وقالوا إنهم يدعمون التقليل التدريجي لبدء هذا العام، بينما قد تستمر الأسهم في التصحيح هبوطيا، ومع ذلك، فإننا لن ندعو إلى انعكاس اتجاه رئيسي في الأسهم، حيث تشير البيانات التي تبرر التناقص التدريجي أيضا إلى تحسن التوقعات الاقتصادية. وبالتالي ، في مرحلة ما، نتوقع أن تنتعش مؤشرات وول ستريت وتستأنف اتجاهات الصعود السائدة.

وخلال اليوم،صدرت بيانات مؤشرات أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة لشهر أغسطس، وارتفع المعدل الرئيسي إلى + 3.2% على أساس سنوي من + 2.0%، بينما ارتفع المعدل الأساسي إلى + 3.1% على أساس سنوي من + 1.9%، وكلاهما تجاوز + 2.9% التوقعات على أساس سنوي.

و بعد تقرير التوظيف الذي جاء أفضل من المتوقع يوم أمس، فإن التضخم المتسارع ، والارتداد المحتمل في مبيعات التجزئة يوم الجمعة، قد يسمح لمتداولي الجنيه الاسترليني بزيادة رهاناتهم على رفع سعر الفائدة من قبل بنك إنجلترا قريبا، ودفع الجنيه للأعلى هذا الأسبوع، خاصة مقابل العملات التي من المتوقع أن تحافظ البنوك المركزية عليها على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة لفترة أطول ، مثل اليورو والدولار الأسترالي. استبعدنا الين ، حيث يمكن أن تجتذب العملة اليابانية تدفقات من الرغبة في المخاطرة المنخفضة التي شهدناها أمس واليوم ، والتي ، كما أشرنا ، قد تستمر لفترة أطول.