أسعار "النفط" مستمرة بالتقلب، مع تدفق الأنباء

أسعار "النفط" مستمرة بالتقلب، مع تدفق الأنباء

بقلم جيفري سميث 

تراجعت أسعار النفط الخام في التداولات الأمريكية لليوم الخميس، حيث يبدو أن تعافي أسواق الأسهم الأمريكية لن يدوم طويلاً، في حين أثارت بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية التي جاءت أسوأ مما كان متوقعاً، المخاوف بشأن توقعات الطلب على النفط. 

وعند الساعة 10:40 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:40 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 39.86 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لخام برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 0.4٪ لتتداول عند 41.59 دولار للبرميل. 

وتداولت عقود البنزين الآجلة بدون تغيير يذكر عند 1.1820 دولار للجالون، بعد أن أظهر التقرير الرسمي الذي صدر اليوم أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد جاء فوق المتوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن الانتعاش في سوق العمل ربما قد بدأ يفقد الزخم مع استمرار وباء كورونا في تعطيل الأعمال. 

ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على معونات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد ارتفع بمقدار 4 الاف شخص إلى ما مجموعه 870 ألف شخص، من 866 ألف في الأسبوع الذي سبقه، وهو الرقم الذي تم تعديله في تقرير اليوم، من الإصدار الأولي البالغ 860 ألف شخص. وكان المحللون يتوقعون تراجع مطالبات البطالة إلى 840 ألف خلال الأسبوع المذكور. 

كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد تراجعت إلى 12.580 مليون، بينما تم تنقيح رقم الأسبوع الذي سبقه بالرفع، إلى 12.747 مليون مطالبة. 

واستمرت أسعار النفط في التراجع، بعد استئناف الصادرات تدريجياً من ليبيا، حيث بدأت محطات التصدير في البلاد بالعمل من جديد، بعد إغلاق طويل بسبب الحرب الأهلية في الدولة الشمال إفريقية، والعضو في منظمة أوبك. 

فلقد أعلنت شركة النفط الوطنية الليبية يوم أمس الأربعاء إن أكبر مرفأين لها، رأس لانوف والسيدر، ما زالا مغلقين، لكنها أعلنت كذلك أن العمل قد عاد إلى مرافئ أخرى لها طاقة تصديرية تبلغ 420 ألف برميل يومياً. 

وتهدد هذه الزيادة في الإمدادات أتفاق مجموعة أوبك+ الساري المفعول، والذي جددت فيه الدول المنتجة الأسبوع الماضي، خفض الإنتاج البالغ 7.7 مليون برميل يومياً، حتى نهاية العام الحالي. 

ونقلت بلومبرج عن (ماركو دوناند) الرئيس التنفيذي لـ ميركوريا قوله في مقابلة إنه إذا مضت أوبك+ قدما في خطة زيادة الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يومياً في يناير، فلن يكون السوق العالمي قادراً على امتصاص هذه الزيادة. 

وقدّر دوناند أن التراجع في المخزونات العالمية سيكون بحوالي مليون برميل فقط في اليوم خلال الربع الأخير من العام، أي أقل من نصف ما توقعته وكالة الطاقة الدولية في منتصف العام، عندما بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي من أثار وباء كورونا. ونقلت بلومبرج عن دوناند قوله: "إننا نقوم بتعبئة كل من الناقلات في المرافئ، والخزانات الأرضية في سبتمبر. كان هناك تباطؤ في عملية إعادة التوازن العالمية." 

مثل هذه التطورات هي أخبار سيئة لقطاع إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة. فلقد وجدت دراسة احصائية شهرية أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن أغلب المنتجين في القطاع يحتاجون أسعاراً فوق مستوى الـ 50 دولار قبل أن يرفعوا من نشاط الحفر بشكل ملحوظ. فلقد قال نحو ثلثي المدراء التنفيذيين في شركات النفط الذين أجابوا على استطلاع فيدرالي دالاس إنهم يعتقدون أن إنتاج النفط الأمريكي قد بلغ ذروته الآن. 

وفي إشارة أخرى لعصر جديد في قطاع الطاقة، أعلنت شركة توتال (PA:TOTF) الفرنسية العملاقة أنها ستتوقف عن التكرير التقليدي في مصفاة جراندسبوتس بالقرب من باريس، للتركيز على إنتاج الطاقة المتجددة.


 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image