الرهان على الذهب لا يزال مستمراً مع تحطيمه للأرقام القياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قوياً خلال تداولات هذا الأسبوع بالتزامن مع العديد من التطورات العالمية، في مقدمتها قرارات البنوك المركزية، واتجاه المستثمرين إلى المزيد من عمليات الطلب على الذهب في ظل المخاوف من تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا وتأثيرها السلبي على الاقتصادات العالمية.

ولقد ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات 2076 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوياتها إطلاقاً، وذلك قبل أن تهبط إلى 2,033.00 دولار للأوقية حالياً، بالتزامن مع تضرر الأسعار من إيجابية بيانات التوظيف الأمريكية والتي صدرت منذ قليل.

كان من أبرز الأحداث التي أثرت بصورة سلبية على تحركات المعدن الأصفر هي استمرار تسارع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، وأوروبا مجدداً، وهو ما أثار المخاوف بقوة حول انتشار الموجة الثانية من الفيروس، وهل تؤدي هذه الموجة إلى ركود اقتصادي طويل الأجل في الكثير من البلدان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مفاوضات حزمة التحفيز الجديدة في الولايات المتحدة كانت ذو تأثير قوي على أسعار الذهب أيضاً، فمع الاختلافات المتكررة بين الحزب الجمهوري والديمقراطي حول بنود هذه الحزمة ساهم في التأثير بقوة على تداولاته وأدى إلى ارتفاع الأسعار بسبب المخاوف حول الفشل في إقرارها وهو من شأنه ألا يدعم تعافي الاقتصاد الأمريكي بقوة خلال الفترة المقبلة.

ومع نهاية الأسبوع، تراجعت أسعار الذهب عن بعض مكاسبها في ظل تضررها من إيجابية البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأهمها بيانات التوظيف، حيث أوضحت البيانات الصادرة اليوم الجمعة عن مكتب العمل في الولايات المتحدة، بأن بيانات سوق العمل الأمريكي قد واصلت نموها خلال شهر يوليو الماضي بوتيرة أفضل من الشهر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد بالقطاع غير الزراعي نحو 1763 ألف وظيفة، متجاوزًا توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل وظائف بمقدار 1530 ألف وظيفة. كذلك كانت قراءة معدلات البطالة إيجابية، حيث تراجع معدل البطالة خلال نفس الفترة من النسبة 11.1% إلى النسبة 10.2% بأفضل من المتوقع وهو انخفاض معدل البطالة إلى 10.5% خلال نفس الفترة.

على الجانب الآخر، سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام نحو 6 عملات رئيسية، ارتفاعًا بنسبة 0.74% مع نهاية الأسبوع واستقر عند 93.51 نقطة، وهو الأمر الذي زاد من الضغوط على أسعار الذهب  مع نهاية تعاملات الأسبوع الجاري؛ نظرًا لأن هناك علاقة عكسية بين أسعار الذهب والدولار الأمريكي، فارتفاع مؤشر الدولار يثقل على أسعار الذهب. وجاء هذا الارتفاع في مؤشر الدولار الأمريكي بدعم من إيجابية بيانات التوظيف الأمريكية.