بلومبرج: الذهب يتحول من مخزن قيمة عديم العائد، لأداة استثمار جذابة

بلومبرج: الذهب يتحول من مخزن قيمة عديم العائد، لأداة استثمار جذابة

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا لتصل إلى أرقام قياسية جديدة، ومع هذا الارتفاع جذب الذهب صناديق التقاعد، وشركات التأمين، وشركات الثروات الخاصة.

يدير مديرون ماليون تريليونات الدولارات من المحافظ الاستثمارية، والآن بدأوا يوجهون انتباههم إلى الذهب، بحثًا عن العوائد في ظل بيئة تضربها عوائد حقيقية سلبية من أهم السندات الأمريكية التي لم يسبق لها قط الهبوط دون الصفر. يوجد مجموعة واسعة من الديناميكيات التي تحرك الذهب صوب 2,000 دولار للأوقية، حتى في ظل تراجع المستهلكين التقليديين من الصين والهند.

في السابق كانت السندات الأمريكية توفر عوائد قوية، وبالتالي لم يكن الذهب معدوم العائد يثير أي اهتمام للمستثمرين. تعتمد المحافظ الاستثمارية على العوائد والأسهم التي تولد عائد يستطيع تغطية نفقات المعيشة والتقاعد لأصحابه، وفي السابق كان الاعتماد على أصلين، يوازنان بعضهما البعض. بينما الذهب كان منبوذًا بعض الشيء، لكونه مخزن قيمة فقط لا غير، كما يتطلب نفقات إضافية مثل نفقات التخزين.

لكن نشهد الآن تحولًا في المشهد العام للأسواق، فبدأ المستثمرون يولون أبصارهم بعيدًا عن السندات سلبية العوائد، والتي تستمر في ضعفها مع إبقاء الفيدرالي الأمريكي على معدل الفائدة بالقرب من الصفر لـ2022 وفق آخر اجتماعاتهم. الآن تتساءل وول ستريت هل من الحكمة الإبقاء على أصل لا يوفي غرضه؟ هل يجب التوجه نحو وسيلة تحوط من تقلبات الأسهم. يوجد 15 تريليون دولار مستثمرة في الدين، والسندات.

لعبت السندات دورًا محوريًا في خلق محفظة استثمارية متوازنة ومتنوعة، تساعد في تجنب المخاطر المتولدة من تقلبات الأسهم، ولكن تلك السياسة الإدارية تفقد منطقها الآن مع العوائد السلبية، وفق جيرالدين صاندستورم، التي تركز على محاصصة الأصول والاستراتيجيات في باسيفيك إنفيستمنيت مانجمينت.

تقول: "يجب تنويع المتنوع، والبحث عن ملاذ آمن غير السندات الحكومية. وبالنظر لوجهة نظر بيمكو، تظل العوائد شديدة الانخفاض للسنوات المقبلة، بما يسبب ركود في العوائد الحقيقية، ويبدو الذهب هو أداة التنويع الحقيقية في الوقت الحالي."

يدير بيمكو أصول بقيمة 1.9 تريليون دولار امريكي، وليس وحده هنا. في مذكرة من سيتي جروب في مايو الماضي ورد: "وقود التجميع الصعودي الحالي هم: المستثمرون غير التقليديين، وشركات التأمين، وصناديق التقاعد."

بينما قال البنك السويسري الخاص أودير آند تشي إن المحاصصة الاستراتيجية للأصول الآن تتضمن الذهب. في حين قال البنك الخاص آربوثنوت لاثام آند كو للعملاء بما فيها صناديق الثقة، وصناديق التقاعد الشخصية، إنهم سيضيفون المزيد من شركات تعدين الذهب، كوكيل عن المعدن الثمين، وفق  مدير الاستثمارات جريجوري بيردون.

مع دنو "الذهب" من 2,000ِ$، هل يستطيع مستثمرو الأسهم الحصول على جزء من اللمعان؟

يقول جون رياد، رئيس استراتيجية الأسواق في مجلس الذهب العالمي: "يوجد فكر واسع الانتشار الآن في المؤسسات بامتلاك الذهب، بشكل يفوق ما رأيناه في الرالي السابق." "الذهب الآن يتحول، ويجذب مزيد من المستثمرين، بأكثر مما فعل قبل 10 أو 20 عام."

ولكن ما زال امتلاك الذهب بين المحترفين أقل جاذبية. فمراكز المستثمرين على عقود الذهب الآجلة، وصناديق المؤشرات المتداولة للذهب تسجل 0.6% من صناديق عالمية قيمتها 40 تريليون دولار، وفق حسابات يو بي إس. وهذه المراكز يمكن مضاعفتها دون أن تبدو المحاصصة متجاوز الحدود.

ويرى ريادي من عمله السابق في صندوق التحوط باولسون آند كو، إن عدد لا يزيد عن 5 مستثمرين مؤسسيين يمتلكون حصصًا من الذهب.

بينما يعرب مارك داودينج عن استغرابه بشأن حيازة صناديق التثاعد للذهب، فالذهب لا يولد عائد، ويكلف نقدًا للتخزين. ولا يضاهي الأصول الأخرى.

ميزة الذهب الوحيدة هي الأداء الفائق في ظل أوقات التضخم، أو توقف صعود الأسهم، ويبدو أن السيناريوهين منطبقين على واقعنا الحالي.

لكن يتعين الانتباه، فزيادة الاهتمام بالذهب تعني فرص تصحيح قوية. وربما على هوامش السوق يتحين كثيرون هذا التصحيح للقفز.

الدولار ضعيف، وعوائد السندات سلبية، فتزيد جاذبية الذهب، المسألة بهذه البساطة وفق تشارلز ديبيل، من ميديولانوم إنترناشونال فاندز.

مشترو الذهب التقليديون لن يكونوا هكذا، مشيرًا لمشتري المصوغات. ما يحدث الآن هو أفعال مستثمري المدى الطويل الباحثين عن تنويع محافظهم الاستثمارية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image