هل تسبب فيروس كورونا في دمار دائم لسوق "النفط"؟

هل تسبب فيروس كورونا في دمار دائم لسوق "النفط"؟

تحاول أوبك تقبل حقيقة أن استهلاك النفط ربما لن يعود إلى مستويات ما قبل الأزمة، وربما يكون فيروس كورونا أحدث دمارًا لا يمكن معالجته بالنسبة لسلوك المستهلك، ما يخنق أي مستقبل لنمو النفط على مدار العقدين المقبلين، في تعارض كامل مع ما توقعته أوبك قبل عام.

يقر بعض مسؤولي أوبك احتمالية ألا يتعافى الطلب على النفط من مستويات ما قبل أزمة فيروس كورونا، وفق مصادر من أوبك، ومصادر من داخل الصناعة، في تصريحات لرويترز.

بعد انهيار أسواق النفط بسبب فيروس كورونا، ربما تكون أوبك الآن أمام معضلة طويلة المدى. تتركز المشكلة الآن في أن حلف أوبك يولد أغلب العوائد من النفط بالنسبة للدول الأعضاء، والآن نمو النفط ضعيف أو مقارب للصفر. فسجلت السعودية عجزًا في الميزانية يصل لـ29 مليار دولار، بسبب تراجع العوائد النفطية.

تخشى أوبك تسارع الأزمة الصحية لفيروس كورونا، وتخشى من أن الأزمة سارعت بوصول استهلاك النفط لذروته، وأن استهلاك النفط الآن سيبدأ في الهبوط مع السعي المتزايد لمصادر الطاقة النظيفة.

بعد كبار المسؤولين في الصناعة، من بينهم شل وبي بي، لا يضعان أي توقع للسوق، ولكنهم يقرون بأنه لا يعلم أحد ما ينتظر سوق النفط بعد الأزمة. وربما يكون الطلب على النفط وصل لذروته.

يقول بين فان بيوردين، لآي إتش إس ماركيت: "الطلب على الطاقة والتنقل سينخفض بعد أزمة فيروس كورونا. هل يعني هذا أنه لن يتعافى أبدًا؟ من المبكر الإقرار بهذا. ولكن سيكون شبح مرافق للسوق لسنوات."

ولا ينفي بيرنارد لوني، مسؤول بي بي، احتمالية انهيار الطلب، وتداعيات طويلة المدى على نمط حياة البشر، أكثر مما عانوا عند وصول النفط لذروته.

لا تعرب أوبك عن مخاوفها إلى الآن, ولكن التداعيات الدائمة على أنماط الطلب بعد انقضاء الأومة، ستجعل الأعضاء يتعاملون مع عجز ميزانيات قوي، وربما يستمرون في التفكير عمّا يجب فعله تاليًا، وكيف ينقذون السوق.

فيما يجدر الإشارة بأن توقعات انهيار الطلب على النفط موجودة منذ عقود عدة، وفي كل مرة يقارب النفط على انهياره، نراه يعود للحياة مرة أخرى.

وبالنسبة للأسعار، فتعافت بقوة من دون الصفر، منطلقة إلى أعلى المستويات منذ شهر مارس، بينما يستمر تراجع الإنتاج الأمريكي بقوة (أكبر مصادر القلق لأوبك في السابق).

وتظل أسعار النفط معلقة في نطاق تداولات ضيق، ويستمر برنت ما بين مستويات 43 دولار للبرميل، و44 دولار للبرميل. وتجاوز 44 دولار للبرميل الأسبوع الماضي تزامنًا مع بداية صعود الذهب وانهيار الدولار الأمريكي.

وتنتظر الأسواق في الوقت الحالي حزمة التحفيزات الأمريكية، والتي سيكون لها أثر كبير على تحركات الأسواق.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image