النفط يواصل الانخفاض رغم جهود البنوك المركزية لدعم القطاع المصرفي

النفط يواصل الانخفاض رغم جهود البنوك المركزية لدعم القطاع المصرفي
النفط

تراجعت أسعار النفط الخام خلال تعاملات اليوم الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ 15 شهر ، لتستمر أسعار النفط بتكبد خسائر فادحة للأسبوع الثاني؛ بفعل تزايد المخاوف من التداعيات المحتملة من المخاطر بالقطاع المصرفي العالمي، والتي قد تتسبب بحدوث ركود اقتصادي ومالي، مما سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط الخام، وسط احتمالية رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

وعلى هامش تداولات اليوم، سجلت العقود الفورية لخام برنت تراجعا قويا بنسبة 0.98% لتستقر قرب مستوى 71.80 دولارا للبرميل، بعدما شهدت خسائر أسبوعية بمعدل 13%، وفي ذات الوقت؛ انخفضت العقود الفورية لخام غرب تكساس الأمريكي إلى نحو 65.80 دولارا للبرميل، وذلك بنسبة 0.57%، بعدما سجلت خسائر أسبوعية أيضا بواقع 14%.

وشهدت أسعار النفط الخام تلك الضغوطات الهبوطية أثناء تداولات اليوم، بفعل المخاوف المتزايدة حول تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية في 2008 مرة أخرى، على خلفية تعرض عددا من البنوك العالمية البارزة لأزمات نقص سيولة حالت بها إلى الإفلاس أو الاستحواذ عليها، ليثير بذلك المخاوف من عدم قدرة دول البنوك المتعثرة على احتواء الأزمة، وهو ما أضعف بدوره الطلب على النفط ، خوفا من حدوث ركود اقتصادي.

حكومة سويسرا تتدخل لتسهيل استحواذ UBS على كريدي سويس بتلك القيمة!

ولم تتحسن معنويات المستثمرين في سوق النفط كثيرا من إعلان السلطات السويسرية بأنها قد توسطت لإتمام صفقة استحواذ بنك يو بي إس UBS العملاق على نظيره السويسري المتعثر كريدي سويس مساء أمس الأحد، بما عزز المخاوف من استمرار تعثر بنوك أخرى، خاصة بعد أن انهار كل من بنكي سيليكون فالي و Signature بالولايات المتحدة، نتيجة استمرار التشديد النقدي القوي من قبل الفيدرالي الأمريكي، وهو ما تسبب بضغوط هبوطية على أسعار النفط ، بفعل مخاوف تراجع الطلب على الخام.

وعلى الجانب الإيجابي، لاقت أسعار النفط الخام بعض الدعم الطفيف من الأنباء بشأن توجه ثاني أكبر مستورد لخام النفط في العالم، الصين ، إلى زيادة مخزونها الاستراتيجي من النفط بأول شهرين من عام 2023، حيث إنه وفقا لحسابات تستند إلى بيانات رسمية، أضافت الصين نحو 270 ألف برميل يوميا من خام النفط إلى مخزونها الاستراتيجي خلال شهري يناير وفبراير، وهو ما وضع حدا لحجم خسائر النفط.

وفي تلك الأثناء، يترقب المستثمرون بسوق النفط قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاءالمقبل ، والذي تتضارب التوقعات بشأنه وسط الأزمة، مع توقعات البعض بأن اللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحة قد تتجه لتعليق رفع الفائدة للحد من تداعيات نقص السيولة على القطاع المصرفي، الأمر الذي من شأنه إعطاء النفط متسعا للتنفس ومحو بعض الخسائر، في حين يتوقع البعض الآخر أن البنك المركزي للولايات المتحدة قد يستمر برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، وهو ما قد يتسبب بمزيد من التراجع لأسعار النفط ، حيث سيعزز هذا مخاوف الركود.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image