ما العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط اليوم؟

شهدت أسعار النفط ارتفاعا خلال تعاملات يوم الخميس بعد تصريحات باول الأقل تشددا أمس، والتي تزامنت مع ارتفاع آمال المستثمرين بشأن مزيد من التخفيف بالقيود الوبائية داخل الصين، فضلا عن ترقب قرار أوبك + بشأن مستوى إنتاج النفط لشهر ديسمبر يوم الأحد.

أسعار النفط الآن

ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 0.36% إلى 87.28 دولارا للبرميل، كما ارتفعت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.56% إلى 80.99 دولارا للبرميل.

وجاء هذا بعدما سجل كلا العقدين القياسيين ثلاث انخفاضات أسبوعية متتالية، رغم الإنعاش القوي الذي شهدته سوق النفط هذا الأسبوع، مما دفعه لتكبد خسائر شهرية مع إغلاق جلسة أمس.

أبرز العوامل التي دعمت صعود أسعار النفط

اكتسبت عقود النفط دعما من عدة عوامل خلال تعاملات اليوم بعد تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم بأول مساء أمس، والتي أوضح خلالها أن الوقت قد أصبح على الأغلب مناسبا لتخفيض وتيرة رفع أسعار الفائدة بدءا من الاجتماع القادم للبنك، بعدما أظهر التضخم تباطؤا كبيرا الشهر الماضي.

ودفعت تلك التصريحات الدولار الأمريكي نحو الهبوط بقوة منذ أمس، مما جعل النفط المسعر بالعملة الأمريكية أقل تكلفة بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، وعزز الطلب على عقود الخام بسوق النفط العالمية.

وفضلا عن ذلك، فقد صرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتمكن من تحقيق هبوط آمن بالاقتصاد الأمريكي، دون التسبب بأضرار كبيرة، مع إمكانية تجنب الركود الاقتصادي في أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم.

وجاء هذا تزامنا مع توجه عدة مقاطعات صينية إلى تخفيف القيود الوبائية، كانت آخرهما مقاطعتي جوانجتشو وتشونجتشينج أمس، حيث قامت السلطات بالسماح للمخالطين المباشرين بقضاء فترة العزل الصحي في منازلهم بدلا من مراكز العزل، فضلا عن قيام بعض المقاطعات الصناعية الحيوية بتخفيف قيود الإغلاقات، مما دعم أسعار النفط ، نظرا لكون الصين ثاني أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم.

وخلال حديثها أمس، انتهجت المسؤولة الصينية التي كانت صاحبة اقتراح سياسة 0-كوفيد التي انتهجتها الجمهورية الشعبية مؤخرا للحد من تفشي فيروس كورونا نبرة أكثر تساهلا في خطابها، ودعت لتخفيف صرامة القيود التي أضرت بالاقتصاد الصيني كثيرا.

كما نشر أحد المسئولين الحكوميين السابقين – والذي لا يزال عضوا فاعلا في الحزم الشيوعي الحاكم – على حسابه بمنصة تويتر أن الصين قد تقوم بإنهاء الإغلاقات الوبائية في وقت أقرب من المتوقع.

وتترقب الأسواق الآن اجتماع أوبك + يوم الأحد مع والذي سيتم خلاله تحديد مستوى الإنتاج الجديد لشهر ديسمبر، قبل يوم واحد من بدء تطبيق الحظر الأوروبي على وارداته البحرية من النفط الروسي.

وأفادت بعض الأنباء أن أعضاء المنظمة يناقشون الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية دون تغيير، كما أفادت بعض التقارير الأخرى أن أوبك + تناقش كذلك خيار خفض إنتاج النفط بشكل أكبر، لتقديم الدعم لأسعار النفط بالسوق العالمية، وهو ما قدم دعما كبيرا لأسعار النفط ، نظرا لتزامن الاجتماع مع قرار الحظر المرتقب الذي سيضع ضغطا كبيرا على إمدادات النفط العالمية التي أصبحت شحيحة بالفعل.

ولا يزال عدم اليقين الذي يشهده المستثمرين بسوق النفط حيال قرار أوبك يضع بعض الضغوط على أسعار النفط اليوم، مع تعرض عقود الخام لعمليات بيع دفعتها لتقليص أرباحها على مدار الجلسة.

وفي نفس الوقت، لا تزال دول مجموعة السبع والتحاد الأوروبي لم يتوصلوا بعد لاتفاق نهائي بشأن حدود سعر النفط الروسي المقرر تطبيقها يوم 5 ديسمبر أيضا مع بدء الحظر.