النفط يتراجع لأدنى مستوياته في 7 أشهر، فما السبب؟

النفط يتراجع لأدنى مستوياته في 7 أشهر، فما السبب؟
النفط الخام

شهدت أسعار النفط تراجعات كبيرة منذ أمس، استمرت خلال تعاملات يوم الأربعاء، ودفعت النفط لتوسيع خسائره بشكل كبير، حيث وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال 7 أشهر – أي قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية - خلال الجلسة ، رغم قرار أوبك بخفض الإنتاج لدعم أسعار النفط يوم الاثنين.

أسعار النفط الآن

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 0.66% لتسجل 92.22 دولارا للبرميل، بعدما تراجعت بوقت سابق من الجلسة إلى 91.20 دولارا للبرميل، وتراجعت بنسبة 3% بجلسة أمس،

كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.66% لتسجل 86.30 دولارا للبرميل، بعدما شهدت تراجعا إلى مستوى 85.08 دولارا للبرميل بوقت مبكر من الجلسة، وانخفاضا بنحو 1.4% بالأمس.

أبرز الأسباب التي دفعت النفط نحو التراجع

قررت أوبك + يوم الاثنين بعد اجتماعها الشهري خفض مستوى إنتاج النفط لشهر أكتوبر بواقع 100 ألف برميل - وهي نفس كمية الإنتاج التي أضافتها المنظمة الشهر السابق – سعيا منها لتقديم بعض الدعم لأسعار النفط التي شهدت تراجعات حادة خلال الفترة الماضية.

ولكن قرار المنظمة لم يتسبب برفع الأسعار إلا لعدة ساعات فقط، حيث أشارت تقارير المنظمة إلى وجود عجز فعلي بالإنتاج يبلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميا خلال أغسطس.

ومن ناحية أخرى، دفع المخاوف التي أثارها ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كوفيد-19 في الصين – ثاني أكبر مستورد لخام النفط بالعالم – إلى إقرار الصين لمزيد من الإغلاقات الوبائية، وهو ما سيؤدي لتراجع الطلب بشكل كبير على النفط .

وأدت سياسة الصين الصارمة لمنع تفشي كوفيد-19 إلى استمرار إجراءات الإغلاق بمقاطعات حيوية مثل تشنجدو، التي يبلغ عدد سكانها 21.2 مليون نسمة، مما أدى للحد من التنقلات وبالتالي الطلب على النفط .

هذا وقد أدت البيانات السلبية للغاية بالنشاط التجاري للصين الصادرة اليوم – والتي أظهرت تراجعا بأكثر من 120 مليار يوان صيني وأكثر من 20 مليار دولار خلال أغسطس، إلى تغذية مخاوف المستثمرين بسوق النفط بشأن تراجع الطلب على الخام.

كما أظهرت البيانات الجمركية بالصين أن واردات النفط الخام قد انخفضت بحدة بواقع 9.4% خلال أغسطس على أساس سنوي، حيث تراجعت مشتريات الصين من النفط وسط إغلاقات المصافي الحكومية بهدف توفير الكهرباء، نتيجة لموجات الحرارة الشديدة التي تواجهها الجمهورية الشعبية والتي تعد الأسوأ منذ 50 عاما، مما أثر على عمليات المصانع المستقلة.

وفي نفس الوقت يواجه النفط تحديات موجة الرفع القوي لأسعار الفائدة من قبل أكبر البنوك المركزية بالعالم، حيث يشهد هذا الأسبوع صدور قرارات الفائدة لعدة بنوك مركزية.

ومع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي هذا الشعر، والذي يتوقع أن يكون بواقع 75 نقطة أساس، فقد شهد الدولار ارتفاعات كبيرة دفعته أعلى أكبر مستوياته في 20 عاما، وتجاوز مؤشر الدولار مستوى 110.50 نقطة، مما يجعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image