كيف يمكن لشركات النفط والغاز تحقيق أرباح دون الإخلال بالمناخ؟

كيف يمكن لشركات النفط والغاز تحقيق أرباح دون الإخلال بالمناخ؟
النفط

تدرس العديد من الشركات والمعامل التقنية على مستوى العالم وسائل متطورة يمكن بواسطتها استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وأصبح الأمر ممكنا في السنوات القليلة الماضية بعد دمج أربع تقنيات رئيسية ضمن نظام أحدث وأشمل يمكن الاستعانة به في شركات النفط والغاز الطبيعي لتنظيف الوقود الأحفوري الناتج.

ترتكز الطرق الأربعة على توليد الوقود الأحفوري والتقاط الكربون الناتج منه، ثم إطلاق الناتج داخل أنابيب مجهزة، وتحويل الكربون إلى وسيلة أخرى للطاقة لاستخدامه في إنتاج الكهرباء.

شركات النفط والغاز

بوجه عام، سوف تساعد هذه المنظومة شركات النفط والغاز الطبيعي على التحول والمشاركة في اقتصاد منخفض الكربون وحماية المناخ لو تم تطبيقها بشكل شامل على مستوى العالم.

ويتوقع محللون إمكانية تقليل انبعاثات الكربون بمليارات الأطنان كل عام وزيادة النمو الاقتصادي في نفس الوقت عند الاستعانة بأنشطة استخلاص الكربون من الوقود الأحفوري.

يأتي ذلك في ظل استهداف العديد من الشركات في مختلف القطاعات بلوغ هدف حيادية الكربون خلال العقود القليلة القادمة، فعلى سبيل المثال، تستهدف نحو 200 شركة الوصول إلى أنشطة صفرية الكربون بحلول عام 2040، بينما أعلنت 21% من أكبر 2000 شركة مدرجة على مستوى العالم (قيمتها السوقية نحو 14 تريليون دولار) أنها تنوي الوصول إلى حيادية الكربون بحلول عام 2050.

وسوف تحتاج تلك الشركات لشراء منظومات وتقنيات لتنقية أعمالها وأنشطتها من ثاني أكسيد الكربون للوفاء بالأهداف المحددة، وهو ما رفع الطلب على تلك التقنيات بالفعل في الآونة الأخيرة وسط توقعات بمزيد من الطلب تدريجياً.

كما توقع محللون إمكانية تحقيق شركات النفط والغاز الطبيعي إيرادات وأرباح أعلى مستعينة بأنظمة استخلاص الكربون وتحويلها إلى مصدر أكثر نظافة للطاقة الكهربائية مع استمرار أعمالها الأخرى.

وبعد استخلاصه وتخزينه، يمكن الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون في عدة منافع من بينها الزراعة العمودية وزيادة قوة الخرسانة في البناء وأيضا في إنتاج الميثانول وهو أحد صور الوقود الحيوي.

وبالتبعية، سوف تسهم هذه المنافع الاقتصادية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون في إيجاد فرص استثمارية جديدة مثل تنمية ثناعات محلية والتوسع في الأسواق الدولية.

وتشير التوقعات إلى أن أنشطة استخلاص الكربون من الغلاف الجوي والاستفادة منها سوف يتراوح حجمها بين 800 مليار دولار و1.1 تريليون دولار بحلول عام 2030 في الولايات المتحدة وحدها.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه عملية استخلاص الكربون مكلفة بشكل كبير في الوقت الحالي، إلا أنه من المتوقع انخفاض هذه التكلفة سريعا. على سبيل المثال، تقدر تكلفة استخلاص طن متري واحد من ثاني أكسيد الكربون في أيسلندا بحوالي من 600 إلى 800 دولار، لكن هناك بعض التقنيات الأحدث في أمريكا تمكنت من استخلاص الطن المتري بأقل من 100 دولار فقط.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image