ارتفاع الدولار الأمريكي يحد من مكاسب الذهب في بداية الأسبوع!

تكافح أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الإثنين للارتفاع وتعويض الخسائر التي لحقت بها خلال تداولات الأسبوع الماضي، وتزامن هذا الأداء الضعيف لأسعار الذهب مع ارتفاع الدولار الأمريكي مع بداية الأسبوع الجاري ووصوله إلى أعلى مستوياته في أسبوعين مع تصاعد التوقعات باتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى تقليص مشتريات السندات.

هذا، وحققت العقود الفورية لمعدن الذهب ارتفاعا بصورة طفيفة بنحو 0.03% ووصلت حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 1,788.09 دولار للأوقية. على الجانب الآخر، سجلت العقود الآجلة لمعدن الذهب تراجعا بحوالي 0.16% خلال اليوم حتى تراجعت إلى مستويات 1,789.25 دولار للأوقية.

وجاء هذا الأداء الضعيف لأسعار الذهب مع بداية الأسبوع بسبب صعود الدولار الأمريكي حيث حقق مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من 6 عملات رئيسية، صعودا بنسبة 0.20% على أساس يومي، ووصل حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 92.82، وتعد تلك المستويات هي الأعلى منذ نهاية أغسطس الماضي.

وزادت الضغوط على تحركات أسعار الذهب خلال اليوم مع استمرار تزايد التوقعات حول اتجاه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تقليص حجم برنامج مشتريات الأصول في وقت مبكر خلال العام الجاري مع توالي تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي حول إجراءات البنك المرتقبة في ظل استمرار ارتفاع معدل التضخم، وإن كانوا قد حاولوا التأكيد على أن الارتفاع الحالي في معدل التضخم من المرجح أن يكون مؤقتا.

فقد أعلنت عضو الفيدرالي الأمريكي، لوريتا ميستر، في نهاية الأسبوع الماضي عن دعوتها لأعضاء الفيدرالي الأمريكي لبدء تقليص حجم مشتريات الأصول في وقت قريب والانتهاء من التقليص خلال النصف الأول من العام المقبل، وذلك على الرغم من ضعف بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي.

على الجانب الآخر، عززت تطورات كورونا من استقرار أسعار الذهب خلال تداولات الأسبوع الجاري، خاصة مع ارتفاع الإصابات اليومية الجديدة في الولايات المتحدة بصورة ملحوظة. فقد قفزت أعداد المصابين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بالتزامن مع احتفالات يوم العمال بنحو أربع مرات مقارنة بنفس الفترة العام الماضي، وساهمت تلك التطورات في تصاعد المخاوف حول استمرار تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد لفترة أطول من المتوقع.

وخلال الأسبوع الجاري، تترقب الأسواق صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة التي من شأنها التأثير على شهية المخاطرة في الأسواق وتحركات السلع، يأتي في مقدمة تلك البيانات مؤشرات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي، وسط توقعات باستمرار ارتفاع المؤشرات خلال تلك الفترة. وسيتبع ذلك صدور بيانات مبيعات التجزئة وإعانات البطالة الأمريكية، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير قوي تحركات الدولار الأمريكي وسينعكس ذلك على أسعار الذهب.