بين المفاجأة والحيرة والحذر، أسعار "الذهب" عالميًا تقول الكثير

بين المفاجأة والحيرة والحذر، أسعار "الذهب" عالميًا تقول الكثير

في حفل دعي فيها الجميع إلا واحد.. بدأ الأصفر كعادته يتحسس الطريق وسط ضوضاء الارتفاعات صوب مستويات سعرية بات يفضلها. 

وفي المقابل ورغم حضور الجميع، لم يتلقى الدولار دعوة الحضور لتستمر الضغوط على الأسد المريض. 

الذهب يتحسس 

ويبدو ان مستثمرو الذهب يتحسسون مجدا اختبار مستويات الـ 1900 دولار للأوقية التي يحوم حولها الأصفر على مدار الشهرين الأخيرين. 

وخلال تداولات اليوم بلغ سعر الأوقية للتسليم الفوري أكثر من نحو 1890 دولار بعد الارتفاع بأكثر من 0.2%. 

ويتوقع المستثمرون تجاوز سعر الأوقية حاجز الـ 1900 دولار بحلول العام المقبل والاستقرار أعلاه وذلك وفقا للعقود الآجلة. 

وسجلت العقود الأجل تسليم يناير وحتى ديسمبر 2021 مستويات أعلى من 1900 دولار للاوقية. 

الدولار أضعف 

في المقابل مني مؤشر الدولار بتراجعات، ليواصل النزول دون مستويات الـ 93 نقطة. 

ونزل مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الخضراء مقابل اداء 6 من العملات الرئيسية الى نحو 92.67 دولار. 

ورغم سعيها لإعادة المفاوضات بشأن خطة التحفيز، إلا أن تصريحات رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لم تفلح في إنعاش الدولار. 

وانخفض الدولار مقابل اليورو الذي ارتفع الى 1.1848 دولار، وكذلك مقابل الين طفيفا والذي سجل 104.8 دولار. 

واستقر الدولار أمام الجنيه الاسترليني عند 1.3199 دولار، وانخفض مقابل الدولار الاسترالي إلى 0.7296 دولار. 

أوروبا  

ارتفعت كافة المؤشرات الأوروبية خلال تعاملات الاثنين، وزاد فوتسي (LON:LSE) 0.64%، وارتفع كاك 40الفرنسي 1.1% وصعد داكس الألماني 0.54%. 

وارتفع مؤشر فوتسي إم بي اي 1.2% وزاد ايبكس 35 1.8% وبنسبة 0.6% ارتفع ايبكس 600. 

آسيا

وارتفعت كافة المؤشرات الأسيوية بصدارة نيكاي 225 الياباني بأكثر من 2% وزاد اسيا داو جونز 1.8%، وارتفع هانج سينج 0.9%، وصعد سينسكس 0.5%. 

العقود الآجلة 

ووفقا لتداولات العقود الآجلة لمؤشرات وول ستريت، فقد تجاهلت حالة اللغط التي تولدها تصريحات ترامب لتسجل ارتفاعات جماعية. 

وارتفع الداو جونز بأكثر من 1%، وزاد ستاندرد اند بورز 0.9% وصعد ناسداك 0.6%. 

النفط 

ونجح النفط في استرداد مستويات الـ 41 دولار، بعد انباء ايجابية من اليابان والصين وتفاؤل حول اجتماع اوبك بلس وانباء عن تمديد خفض الإنتاج حتى 2022. 

وارتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف بنحو 0.9% الى مستويات 41.05 دولار. 

المفاجأة والحيرة 

في مستهل الأسبوع الماضي أعلنت شركة فايزر (NYSE:PFE) بالتعاون مع الشركة الألمانية بيونتيك عن التوصل للقاح لفيروس كورونا، عندها استجابت الأسواق بقوة، لترتفع عقود مؤشر داو جونز خلال التداول بـ 1,700 نقطة وأكثر، ويغلق مؤشر داو جونز على ارتفاع 800 نقطة. 

بينما فقد الذهب حوالي 100 دولار أمريكي بعد أن كان يحوم أعلى مستويات 1,930 دولار للأوقية. 

واليوم، أعلنت موديرنا عن لقاح أكثر فاعلية، فاعلية أعلى من 94.5%، ولكن الأسواق تمهلت، فلم ترتفع العقود الآجلة سوى 500 نقطة أو أعلى قليلًا. والذهب هبط بالفعل، ولكنه سرعان ما وجد لنفسه موطأ قدم ليحظى ببعض الهدوء، ولا ينطلق صوب كسر مستويات الدعم القوية مرة أخرى. 

وعادت أسعار الذهب عالميًا دون مستويات 1,890 التي تحوم حولها منذ نهاية الأسبوع الماضي. 

ويأتي ارتفاع سعر الذهب على الأرجح لما يلي: 

أولًا: الولايات المتحدة سجلت في 6 أيام مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وأوروبا تزيد من قيود الإغلاق لوقف التفشي القوي للفيروس. 

ثانيًا: السوق ما زال في حالة النشوة التي خلقتها أموال البنوك المركزية المتدفقة بلا حسيب أو رقيب، وآمال حزم التحفيز التي تلوح في الآفاق بين كل حين وآخر. 

ثالثًا: لا ننسى من السرد التغيير الجوهري الذي أدخله الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على سياسة التضخم، فبعد أن كان الهدف عند 2%، سيتم السماح لمعدلات التضخم بالتحليق فوق هذا المستوى، لتعويض أيام الانخفاض. 

رابعًا: آمال التوصل للقاح فعال معتمد وتوزيعه ما زالت بحاجة لطاقة لوجيستية جبارة، فالتوصل للقاح نفسه استغرق نحو العام، والآن ستبدأ الشركات معارك التصنيع والتسعير والتوزيع. 

رابعًا: تزايد الإصابات في حد ذاته ربما لا يعني الكثير، ولكن خطر انهيار الأنظمة الصحية في وجه العدد المتزايد من المرضى المحتاجين لأسرة، وغرف عناية (SE:8311) مركزة يتزايد. 

جميع تلك العوامل تصب في صالح الملاذ الآمن على المدى الطويل. خشية انهيار الأنظمة الصحية ستضطر الدول لفرض قيود، والقيود تعني توقف جزئي للأعمال أو حتى إيقاف كامل، بما يعني تسريحات، بما يعني انخفاض الإنفاق، وبالتالي تداعيات اقتصادية سلبية. 

ارتفاع معدلات التضخم يخفض من القدرة الشرائية للعملات، وبالتالي يجعل عوائد السندات هزيلة، ويجعل الذهب أكثر جاذبية. 

وحزم التحفيز، ومعدلات الفائدة المنخفضة تصب في صالح الذهب، إذ تسبب انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي. 

ورد الفعل الأولي على الأنباء كان الأسبوع الماضي قوي الصدى، وهذا الأسبوع نلاحظ تراجعًا في قوة رد الفعل، إذا استعاد الذهب جزء من الخسائر في نفس يوم التداول. 

وشهدنا خلال العام تدفق نوعي لصناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، بما أدى لأداء قوي، نظرًا للتدفقات القوية. 

توقعات إتش إس بي سي (LON:HSBA)

ويقول رئيس محللي المعادن الثمينة في إتش إس بي سي، جيم ستييل، إن متوسط سعر الذهب سيكون 1,965 دولار للأوقية في 2021. والسبب في ذلك من وجهة نظره هو تسارع قوى الاقتصادي الكلي مع السياسات التيسيرية، والتي تستمر في تزويد الذهب ببعض القوة. ولكن تتحسن ظروف الاقتصاد الكلي وتقل المخاطر الجيوسياسية بفضل سياسات بايدن المختلفة عن سياسات سابقه. 

يتحسس الذهب من المخاطر الجيوسياسية، فإذا استمر الصراع بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وهنا لا نتحدث عن دولة واحدة، سيصبح الأمر أكثر خطرًا. ولكن سياسة بايدن، لا تبدو عدائية ولن تسبب مخاطرة جيوسياسية كسابقه، وهذا ما يدل على سلبية في أفق الذهب. 

ويشدد ستيل على أن متوسط سعر الذهب سيكون 1,965، وليس السعر النهائي للعام. 

وقال: "نتوقع قوة في مستهل العام الجديد، وربما نشهد اعتدالًا في النصف الثاني من العام، ولكن لا ننسى بأن هذا متوسط، والسوق سيقضي بعض الوقت عند سعر 2,000 دولار للأوقية، وبعض الوقت دون سعر 1,900 دولار للأوقية،" ومن هنا يأتي متوسط الهدف بـ 1,965 دولار للأوقية. 

استفاد الذهب من السياسة النقدية العالمية، وسياسات التيسير النقدي، ومعدلات الفائدة المنخفضة. 

يذكر ستييل: "أغلب ارتفاعات الذهب تتسم بالتالي: ديون وسيولة، بدرجات متراوحة. والآن يستفيد الذهب من هذا، وربما يستمر هذا لفترة. وأعني بأننا نعيش على سياسات تيسير نقدي مستمرة لفترة زمنية طويلة." 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image