مكاسب مذهلة للنفط بعد الإعلان عن لقاح فايزر

قفزت أسعار النفط بسرعة الصاروخ  في جلسة تداول اليوم الإثنين، وذلك بعد إعلان شركة فايزر (NYSE:PFE) وشريكتها الألمانية بيو إن تيك (NYSE:PFE) عما بدا أنه تقدم كبير على طريق البحث عن لقاح مضاد لفايروس كورونا، وهو ما تسبب في عملية "إعادة تسعري" جذرية لأصول المخاطر، ومن ضمنها السائل الأسود.

فعند الساعة 9:15 صبحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:15 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش) كانت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، والتي تُعتبر العقود الأبرز بين أنواع النفط الأمريكي، تحلق بمكاسب باهرة بلغت 10.8٪، لتتداول عند 41.02 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، المتداولة في لندن، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد حققت مكاسب ضخمة بلغت 9.3٪ لتتداول عند 43.10 دولار للبرميل.

كما ارتفعت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة 9.2٪، لتتداول عند 1.1841 دولار للغالون.

وكانت فايزر وبيو أن تيك قد أعلنتا أنهما في طريقهما لمطالبة الهيئات التنظيمية بالموافقة على دواء لقاح مصاد لفايروس كورونا بحلول نهاية الشهر، بعد أن أظهرت مرحلة متأخرة من التجارب السريرية أنه قد أثبت فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من العدوى. ويمكن أن ينتج عن هذه الاخبار توزيع واسع للقاح في وقت مبكر من العام القادم. وأعلنت فايزر أنها قد تصنع وتوزع 1.3 بليون جرعة لقاح بنهاية العام المقبل.

وتسبب الوباء في إحداث الفوضى في التوازن العالمي بين عرض النفط والطلب على النفط هذا العام. وستسمح إمكانية الحصول على لقاح متاح على نطاق بأن يستأنف الناس في جميع أنحاء العالم بممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، وهو ما سيساعد بكل تأكيد في إعادة التوازن إلى السوق العالمي.

وقال وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لشبكة سي إن إن في وقت سابق إن "نشر اللقاح ... سيكون أكثر أنواع الانفراج أهمية بالنسبة للوضع الحالي".

وأضاف الأمير: "نأمل استعادة الحركة". وكان الأمير قد صرح في وقت سابق في مؤتمر حول النفط بأن كتلة أوبك+ ملتزمة "بتعديل" اتفاقها بشأن قيود الإنتاج وفقاً لتطورات السوق، وهو ما أثار التكهنات بأن زيادة الانتاج المقرر البدء بتطبيقها في أول أيام العام القادم، وبواقع 2 مليون برميل يومياً، قد لا تدخل حيز التنفيذ بهذه السرعة.

ومن أخبار أوبك كذلك، أصبح وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء في تعديل وزاري، لكنه سيبقى مسؤولاً عن المفاوضات مع أوبك بشأن سياسة الإنتاج.

وقال ديمتري مارينشينكو، المحلل في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أنه على المدى القصير، فإن الوضع المتدهور للوباء يضع ضغطًا جديداً على التنقل، وإن لم يكن بمثل شدة الضغط الذي شهده العالم خلال الربيع.

ففي تقرير صدر قبل إعلان فايزر، لاحظ مارينتشينكو أن معدل استهلاك النفط عالمياً، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، لا يزال منخفضاً ​​بنحو 5٪ عن مستويات ما قبل الوباء. وقال إن أحد أهم الأسباب وراء ذلك هو فشل الطلب على وقود الطائرات في التعافي. فالمستوى الحالي أقل من مستويات ما قبل الوباء بأكثر من مليوني برميل يومياً، بينما تُظهر الأرقام الرسمية الأمريكية أن المصافي (SE:2030) المحلية تنتج أقل من نصف وقود الطائرات الذي كانت تنتجه قبل عام.

وارتفعت أعداد الاصابات اليومية بفايروس كورونا إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة خلال نهاية الأسبوع، مما أثار المخاوف من أن تكون البلاد على الطريق نحو ما تمر به أوروبا حالياً من إجراءات الإغلاق الصارمة للمرة الثانية بعد فصل الربيع. وأصدرت ولاية يوتا أمراً بارتداء الأقنعة على مستوى الولاية، وذلك وسط صراع بين الأجهزة الصحية في الولاية ومشكلة الاكتظاظ في مستشفياتها بسبب الوباء.