أسعار النفط عالميًا ترافق أصول المخاطرة هبوطًا، وسط مخاوف عدة

أسعار النفط عالميًا ترافق أصول المخاطرة هبوطًا، وسط مخاوف عدة

بقلم جيفري سميث

استمر الاضطراب في أسواق النفط الخام خلال جلسة اليوم الجمعة مع انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر رفقة الأصول الخطرة الأخرى، ووسط مخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية وتقييمات الأسهم المفرطة.

فعند الساعة 11:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:10 بعد الظهر بتوقيت جرينيتش)، سجلت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، والتي تُعتبر العقود الأبرز بين أنواع النفط الأمريكي، تراجعاً بنسبة 2.4٪ لتتداول عند 35.30 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، المتداولة في لندن، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 1.9٪، لتتداول عند 37.52 دولار للبرميل.

واستمرت عقود {{954867|البنزين}} الآجلة في الانزلاق، لتتراجع بنسبة 1.7٪ إضافية في جلسة اليوم، وتتداول عند 1.0101 دولار للجالون. وحتى اللحظة، انخفضت هذه العقود بنسبة 16٪ هذا الأسبوع، بسبب الارتفاع السريع في حالات الإصابة بفايروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو ما أعاد إحياء المخاوف من فرض قيود جديدة على التنقل والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية.

وقد حصل هذا بالفعل في أوروبا، بعد أن أعلنت ألمانيا وفرنسا، في وقت سابق من الأسبوع، عن فرض أشد القيود منذ فصل الربيع.

وتعليقاً على هذه التطورات، قالت باولا رودريغيز-ماسيو، محللة أسواق النفط في شركة (ريستاد إينيرجي): "على الرغم من أن الإجراءات مركزة على أهداف محددة بشكل أكبر هذه المرة، مع بقاء المدارس وأجزاء كبيرة من الاقتصاد مثل المصانع مفتوحة، فإن الإعلان الفرنسية يهدد بتخفيض الطلب العالمي بمقدار 650 ألف إلى 850 ألف برميل يومياً في نوفمبر، وقد يؤدي إغلاق ألمانيا إلى إزالة كمية مماثلة".

وتقضي هذه الإجراءات على أي أمل في تقليص المخزونات العالمية بشكل كبير خلال الربع الرابع، مما يضع ضغوطاً إضافية على أوبك وحلفائها، لتأجيل الزيادة المقررة في الإنتاج، والتي تبلغ 2 مليون برميل يومياً، وكان من المخطط أن يبدأ تطبيقها في أول أيام العام القادم.

وفي بحث لشركة الاستشارات (بيترولوجيكا)، نُشر هذا الأسبوع، ذكرت الشركة أنها تتوقع ارتفاع المخزونات العالمية بمعدل 1.14 مليون برميل يومياً هذا العام، بزيادة 40 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة.

ولكن، هنالك نقاط مضيئة في الصورة العالمية. فالهند، التي تُعتبر من أكبر مستوردي النفط في العالم، تشهد انتعاشاً حاداً في استهلاك الوقود، مع انخفاض أعداد حالات الإصابة بالفايروس. فلقد ذكرت (أرجوس ميديا) أن نسبة استغلال الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير الهندية ارتفعت إلى 94٪ في أكتوبر من 77٪ في سبتمبر. وفي أسوأ أوقات الوباء، كانت هذه النسبة قد انخفضت إلى أقل من 50٪.

ومع ذلك، تُظهر البيانات الفصلية لشركات النفط مدى صعوبة الأمور. فلقد أظهرت نتائج إكسون (NYSE:XOM) التي تم نشرها اليوم، ان الشركة قد سجلت الخسائر الفصلية للمرة الثالثة على التوالي، وأنها ستقوم بتخفيض كبير آخر في الإنفاق الرأسمالي العام المقبل، وحذرت من أن ما يصل إلى 30 بليون دولار من أصولها معرضة لخطر التخفيض في مراجعة غير مسبوقة لمحفظتها. وأشار المحللون إلى أن الأصول الأكثر تعرضاً للخطر هي أصول شركة (إكس تي أو إينرجي) المنتجة للغاز، والتي دفعت أكسون 41 بليون دولار ثمناً لها، قبل ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان. كما انخفض إنتاج المنبع لشركة إكسون بنسبة 7٪ على أساس سنوي، ليسجل 3.7 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وحققت توتال (PA:TOTF) (NYSE:TOT) الفرنسية أرباحاً أفضل من المتوقع، ودافعت مرة أخرى عن مستوى توزيعات أرباحها قبل الوباء، وذكرت الشركة إنها تتمتع بـ "المرونة" عند 40 دولاراً للبرميل. لكنها لم تذكر شيئاً عن مرونتها عند 35 دولار!

وعلى جبهة البيانات، تترقب أسواق النفط التقرير الأسبوعي لشركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز (NYSE:BKR))، والذي يُظهر التغيير في عدد {{ecl-1652||منصات الحفر}} العاملة في الولايات المتحدة، والذي يعتبره الكثيرون مؤشراً رئيسياً للطلب على النفط. وسيصدر التقرير في موعده المعتاد عند الساعة 1:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:00 مساءاً بتوقيت جرينيتش).


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image