كيفية التداول والاستثمار في الذهب

يعد الذهب أحد أكثر السلع أو الأصول المالية تداولا على نطاق واسع في العالم. لقد تم استخدام هذا المعدن الثمين كعملة ومخزن للقيمة على مر التاريخ ويعتبر من أكثر الأدوات الاستثمارية أمانا أثناء تقلبات السوق، لما له من مميزات وخصائص خاصة ذكرنها في المقال الأول من هذه السلسلة، لذا خلال هذا المقال نستكمل رحلتنا معه كونه أصل أو أداة مالية لنتعرف تفصيلا على طرق الاستثمار والتداول فيه

 

ما هو تداول الذهب؟

تداول الذهب هو شراء وبيع الذهب كأصل مالي في السوق العالمية وبما أنه معدن ثمين ومخزن للقيمة فإنه عادة ما يكون الغرض الأول من امتلاكه أو استخدامه للاستثمار هو تحوط ضد تقلبات الأسواق أو ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى كونه خيار شائعا بين المتداولين الذين يسعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية، مع الوضع في الاعتبار أن الذهب نفسه كأصل مالي متقلب بطبيعته والتداول عليه أو الاستثمار فيه قد يحمل نوع من المخاطرة خاصة في الظروف الاقتصادية العالمية والأحداث الجيوسياسية وسياسات البنوك المركزية وديناميكيات العرض والطلب والتي يكون لها تأثير واضح على تحركات أسعار الذهب لذا لابد من دراسة هذه العوامل عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة للتعامل مع هذا الأصل الذي يعد من الأصول متعددة الأغراض والاستخدامات الاستثمارية

 

ما هو سوق الذهب ؟

سوق الذهب هو المصطلح العام الذي يشير إلى إلى جميع القنوات والوسائل التي يتم من خلالها تداول (بيع / شراء) الذهب أو مشتقاته عالميا وعبر جميع المناطق الزمنية ويشمل ذلك الأسواق المادية والأسواق المالية للمستثمرين والمضاربين والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) وأسواق العقود الآجلة وعقود الخيارات options

ويتم تداول الذهب في المقام الأول خارج البورصة OTC. وتعتبر لندن هي المركز العالمي لسوق OTC، حيث يتداول المشاركون في السوق مباشرة مع بعضهم البعض. في حين أن هذا السوق أقل تنظيما وأكثر مرونة، فمن المحتمل أن تكون مخاطر الطرف المقابل أعلى.

سوق OTC في لندن ومجموعة بورصة شيكاغو التجارية CME وبورصة شنغهاي للذهب SGE هم أهم ثلاثة مراكز لتجارة الذهب بأكثر من 90% من أحجام تداول الذهب في جميع أنحاء العالم، ومؤخرا ظهرت العديد من الأسواق الثانوية المهمة وتعد دبي والهند واليابان وسنغافورة وهونج كونج من أشهرها

 

طرق التداول والاستثمار في الذهب

للتداول أو الاستثمار في الذهب العديد من الطرق التي يمكن من خلالها حيازة الذهب للاستثمار فيه أو التعرض له للتداول والمضاربة على أسعاره، نذكر فيما يلي أهمها مع إلقاء بعضا من الضوء على طبيعة ومفهوم آلية عمل كل طريقة:

 
  • الامتلاك "الشراء" المادي للذهب

الطريقة الأكثر شيوعًا للاستثمار في الذهب هي شراء سبائك الذهب أو عملات الذهب المعدنية وهي من الطرق التي تتطلب دفع كامل قيمة الذهب المراد امتلاكه، وعادة ما يكون الذهب نقيا بنسبة 99.5% وتتراوح أحجام السبائك من 1/10 أونصة إلى كيلو جرام واحد بالإضافة إلى العملات المعدنية التي تأتي في مجموعة واسعة من الأشكال وأحجام - الجنيه الذهب - مع الوضع في الاعتبار أنه قد تدفع مبلغا إضافيا للحصول عليها مقابل سكها وتصميمها وما تحمله من نقوش وأشكال.

أيضا يعد الاستثمار في المجوهرات الذهبية طريقة بديلة للتعرض للذهب، ولكنه ليس مثل الاستثمار الفعلي في سبائك الذهب وذلك لأن المجوهرات تتضمن تكاليف إضافية عن محتواها من الذهب فغالبًا ما تتضمن قيمة المجوهرات مبلغا مقابل الأعمال الحرفية والعلامات التجارية للمصمم، والتي لا تتعلق بقيمة الذهب نفسه بالإضافة إلى تطبيق معدل ضريبي عليه كسلعة

من عيوب الامتلاك المادي للذهب هو فكرة التخزين، حيث يراعي العديد من مستثمري ومالكي السبائك أو قطع الذهبية حفظها في ودائع وخزائن خاصة مؤمنة، ربما لأن الاحتفاظ بها في المنزل قد لا يوفر القدر الكافي من التأمين لها، خاصة القطع الصغيرة منها والتي قد تكون عرضة أكثر للسرقة أو الفقد بالإضافة إلى عيب آخر، أو تحفظ إذا أردنا الدقة، وهو التعامل مع بائع جدير بالثقة تجنبا للحصول على قطع مخلوطة بمعادن أخرى أو أقل نقاءا

 
  • استثمار الذهب كأصل مالي في البورصات

كما ذكرنا أن الذهب قادر على الاحتفاظ بالقيمة، لذا يعتبر الذهب من أصول الملاذ الآمن في البورصات وسط التقلبات الأسعار، لذا عادة ما يتم استخدامه في التحوط او التداول المباشر أمام العملات المختلفة وخاصة أمام الدولار الأمريكي، فنشأ لدينا زوج من الأصول المالية الأول هو"السلعة" الذهب تحت رمز XAU والثاني هو الدولار "عملة التسعير" ورمزه USD وبهذه الطريقة ارتفعت قابلية تداول الذهب كعملة في السوق مباشرة

يرتبط سعر الذهب XAU عمومًا بشكل عكسي بقيمة الدولار الأمريكي USD لأن سلعة / معدن مقوم / مسعر بالدولار. مع تساوي جميع العوامل الأخرى، يميل الدولار الأمريكي الأقوى إلى إبقاء سعر الذهب منخفضًا حفاظا على القيمة، في حين من المرجح أن يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى ارتفاع سعر الذهب من خلال زيادة الطلب للجوء إليه كملاذ آمن ونتيجة لذلك، غالبا ما يُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط ضد التضخم. التضخم يحدث عندما ترتفع الأسعار، وعلى نفس المنوال، ترتفع الأسعار مع انخفاض قيمة الدولار. ومع ارتفاع التضخم، يرتفع سعر الذهب أيضًا.

 
  • شراء أسهم صناديق التداول في الذهب ETFs

امتلاك الذهب المادي له عيوبه كما ذكرنا: رسوم المعاملات، وتكلفة التخزين، والتأمين. يمكن للمستثمرين المهتمين بدخول سوق الذهب بشكل أكثر سيولة بتكلفة أقل أن يفكروا بدلاً من ذلك في صناديق الاستثمار المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة التي تتعرض للذهب مثل GLD أو SPDR Gold Shares وهو أقدم صناديق الاستثمار المتداولة من نوعها، والتي بدأت في عام 2004. يتم تداول الأسهم في بورصة نيويورك ويمكن شراؤها أو بيعها في أي وقت طوال يوم التداول، تمامًا مثل الأسهم وعادة ما تكون النسبة بين سعره وبين سعر أوقية الذهب 1/10 بمعنى أنه لو كنت تتداول الذهب عند 1250 دولار للاوقية فإن سعر سهم GLD ETFs سيكون 125.5 دولار

 
  • شراء خيارات العقود الآجلة للذهب

عادة ما يفكر المستثمرون الأكثر خبرة الذين لا يرغبون في المخاطرة بالكثير من رأس المال ولديهم دراية وإلمام بمشتقات الأسواق المالية، خيارات options عقود الذهب الآجلة أو خيارات صناديق الاستثمار المتداولة ETF للذهب. تمثل هذه العقود الحق - وليس الالتزام - في شراء أو بيع أصل (الذهب في حالتنا هنا) بسعر محدد لفترة معينة من الوقت. يمكن استخدام الخيارات سواء كنت تعتقد أن سعر الذهب يرتفع أو ينخفض. إذا كان تخمينك خاطئ، فإن الحد الأقصى للخسارة سيكون العربون الأولي premium الذي دفعته لإبرام العقد، وهذا في حالة التداول المباشر على الذهب كسلعة أو أصل مالي

ولا يختلف الأمر كثيرا عند التعرض لعقود خيارات صناديق الاستثمار، فالعربون الأولي يتم دفعه هنا مقابل سهم من أسهم الصناديق المتداولة ETF مثل GLD في حالتنا هنا

 
  • الاستثمار في أسهم شركات التنقيب وتعدين الذهب 

يمكنك الاستثمار في أسهم شركات التنقيب عن الذهب بدلاً من الاستثمار في الذهب نفسه. ومن الناحية النظرية عادة ما ترتفع أسهم شركات تعدين الذهب مع ارتفاع أسعار الذهب، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة قيمة مخزون الذهب لدى الشركة. مع الوضع في الاعتبار أن هذا ليس هو الحال دائما، فمثل أي شركة قد تنجح أو تفشل في أدائها التشغيلي مما قد يؤثر على أرباحها، بمعنى أنه احيانا يتفوق أداء سهم شركة التنقيب عن أداء الذهب نفسه بسبب كفاءة إنتاج تمكنت من استخراج كمية أكبر بنفقات تشغيلية أقل، والعكس مع فشل الشركة في إدارة نفقاتها بالشكل الذي يدعم أدائها التشغيلي، لذا يمكن إضافة أداء الشركة ووضعها المالي ضمن مخاطر تداول الذهب لو اخترت هذه الطريقة

 
  • تداول الذهب بطريقة عقود الفروقات CFDs 

تعتبر من أشهر طرق تداول الذهب، خاصة بين صغار المستثمرين أو المضاربين، وإن كانت تنطوي على مخاطر كبيرة ، حيث تسمح لك عقود الفروقات أو العقود مقابل الفروقات CFDs بالمضاربة على سعر الذهب XAU أمام عملة التسعير وعادة ما تكون الدولار الأمريكي USD واحيانا أما اليورو EUR وربما بعض العملات الرئيسية الأخرى، دون امتلاك الأصل الأساسي حيث يتتبع عقود الفروقات على الذهب الفوري سعر السوق الفورية

طريقة التداول التداول فيها مثل التعامل مع السوق العملات فوركس، فأنها تسمح لك باتخاذ مركز في كلا الاتجاهين، شراء إذا كنت تتوقع صعود، وبيع إذا كنت تتوقع هبوط إلى جانب استخدام الروافع المالية ومرونة كبيرة في حجم العقد الصفقة باستخدام العقود، بالإضافة إلى اتاحة التداول طوال اليوم على عكس تداول الذهب من خلال الصناديق المتداولة أو شراء أسهم شركات التعدين والتي تعمل خلال جلسة تداول محددة من اليوم

 

كيفية حساب النقطة في تداول الذهب CFDs

عند تداول الذهب بنظام CFDs باستخدام الرافعة المالية والهامش فإن الأسعار الموجودة على يمين الرسم البياني هي أسعار أوقية من الذهب، فمثلا لو كان السعر 1930.11 فهذا يعني أن السعر الحالي لأوقية الذهب الواحدة 1930 دولار و 11 سنت، ويتحرك السعر بالسنت، أي أنه لو ارتفع السعر إلى 1930.15 فهذا يعني أن أوقية الذهب ارتفع سعرها بقيمة 4 سنتات ، حيث أن السنت = 1/100 من الدولار ، هذا في حالة XAUUSD أو تسعير الذهب بالدولار، وبالمثل في حالة XAUEUR يكون الحساب باليورو

يجب ملاحظة في تداول عقود أزواج العملات فوركس، أو تداول السلع بنظام CFDs تكون أقل وحدة لتحرك سعر الصرف هي النقطة PIP ، والنقطة هنا هي السنت على سعر أوقية الذهب أي أن 0000.01 هو تمثيل النقطة الواحدة على سعر الذهب

عند تنفيذ صفقة شراء / بيع على الذهب بنظام عقود الفروقات CFDs فإنها تتم باستخدام عقود التداول، والتي لها احجام قياسية محددة وهي :

  • العقد القياسي = 100 أونصة من الذهب، pip النقطة = 1 دولار، أي أن تغير (ارتفاع أو انخفاض) 1 سنت في سعر الذهب يغير (ربح أو خسارة) دولار كامل في الحساب
  • العقد المصغر = 10 أونصات، pip النقطة = 0.1 دولار، أي أن تغير 1 سنت في سعر الذهب يغير 10 سنتات في الحساب
  • العقد المايكرو = 1 أونصة ، pip النقطة = 0.01 دولار، أي أن تغير 1 سنت في سعر الذهب يغير 1 سنت فقط في الحساب

 

مثال

قمت بشراء عقد قيمته 1.12 من الذهب على سعر 1930.10 وارتفع سعر أوقية الذهب إلى 1931.15

هذا يعني:

أولا: أنك اشتريت 112 أونصة من الذهب 

ثانيا: أن سعر الأونصة تغير بزيادة تساوي 1.05 دولار (دولار وخمسة سنتات) = 105 نقطة 

ثالثا: حجم النقطة في العقد = 1.12 دولار 

رابعا: حجم أرباحك المحققة من الصفقة إلى الآن = 105 × 1.12 = 117.6 دولار

تذكر أن التداول باستخدام الروافع المالية ينطوي على مخاطر كبيرة قد لا تناسب كل المستثمرين أو المتاجرين في الأسواق المالية، بالإضافة إلى أن تقلبات أسعار الذهب و حساسيتها للتغيرات المختلفة في السوق ستضيف المزيد من المخاطر أثناء التداول، تابعنا في المقالات القادمة للتعرف أكثر على طريق تحليل الذهب وكيفية التعامل معه 

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

سوق الذهب هو المصطلح العام الذي يشير إلى إلى جميع القنوات والوسائل التي يتم من خلالها تداول (بيع / شراء) الذهب أو مشتقاته عالميا وعبر جميع المناطق الزمنية ويشمل ذلك الأسواق المادية والأسواق المالية للمستثمرين والمضاربين والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) وأسواق العقود الآجلة وعقود الخيارات options

طريقة التداول التداول فيها مثل التعامل مع السوق العملات فوركس، فأنها تسمح لك باتخاذ مركز في كلا الاتجاهين، شراء إذا كنت تتوقع صعود، وبيع إذا كنت تتوقع هبوط إلى جانب استخدام الروافع المالية ومرونة كبيرة في حجم العقد الصفقة باستخدام العقود، بالإضافة إلى اتاحة التداول طوال اليوم على عكس تداول الذهب من خلال الصناديق المتداولة أو شراء أسهم شركات التعدين والتي تعمل خلال جلسة تداول محددة من اليوم

تداول الذهب هو شراء وبيع الذهب كأصل مالي في السوق العالمية وبما أنه معدن ثمين ومخزن للقيمة فإنه عادة ما يكون الغرض الأول من امتلاكه أو استخدامه للاستثمار هو تحوط ضد تقلبات الأسواق أو ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى كونه خيار شائعا بين المتداولين الذين يسعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية

الندوات و الدورات القادمة