الأسواق وتراجعات في مسار صاعد

اختتمت الأسواق الأمريكية ربعها الأول من العام الجاري بتحقيقها قمما تاريخية جديدة، حيث اختتم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ربعه الأول محققا قمة جديدة عند 5265 نقطة بارتفاع بنسبة تجاوزت 10%، كما اختتم مؤشر ناسداك الثلاث أشهر الأولى من العام بتحقيق قمة تاريخية هي الأعلى في تاريخه عند 16538 بارتفاع تجاوز 9%، بينما جاء مؤشر الداو جونز الأقل ارتفاعا بين المؤشرات الثلاث وذلك بنسبة أقل من 6%، رغم تحقيقه هو الآخر قمة هي الأعلى في تاريخه عند 39889 نقطة، هذه الارتفاعات منذ بداية العام الجاري تعكس ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين واقبالهم على الأسواق مع توقعاتهم لقرب بدء خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، ومنذ عام 1950، عندما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10٪ أو أكثر في الربع الأول، فقد أنهى العام بارتفاع بنسبة 91٪ من الوقت وبلغ متوسط مكاسبه 6.5٪ في الفترة المتبقية من العام.

كما عززت البيانات الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي يوم الجمعة الماضي من ثقة المستثمرين، حيث سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي داخل الولايات المتحدة -المؤشر المفضل للفيدرالي الأمريكي- نموا بواقع 0.3% على أساس شهري خلال فبراير الماضي، وهو ما يتوافق مع توقعات الأسواق، بعدما كان المؤشر قد سجل نموا بنسبة 0.4% خلال يناير الماضي، التي تمت مراجعتها على نحو مرتفع إلى نمو بنسبة 0.5% خلال نفس الفترة، ما يعكس حتى الان استجابة التضخم لعمليات الترويض التي يبذلها الفيدرالي من خلال رفعه لأسعار الفائدة، ما ارتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 3.4% خلال الربع الرابع من العام الماضي، وهو أعلى من توقعات الأسواق والتي رجحت نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.2%.

وقفز العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام بمقدار 0.14 نقطة مئوية ليصل إلى 4.33% اليوم. وكان هذا أكبر مكسب للعائد ليوم واحد منذ ما يقرب من شهرين، وثاني أعلى عائد لهذا العام. لكنها لا تزال بعيدة عن العائد البالغ 5٪ الذي لامسته لفترة وجيزة في أواخر أكتوبر، عندما كان التشاؤم بشأن ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل في ذروته.

ولم يكن تسجيل القمم التاريخية خلال الربع الأول حكرا على المؤشرات السابقة فقد استطاع الذهب كذلك من تحقيق قمة تاريخية عند 2222 دولارا للأونصة، بل وافتتح أولى جلساته للربع الثاني من تحقيقه رقما قياسيا هو الأعلى في تاريخه حتى الان وذلك عند 2265 دولارا للأونصة، ومن الطبيعي ان يحاول الذهب ان يعيد اختبار منطقة 2222 وهي القمة ما قبل الأخيرة التي حققها نهاية الأسبوع الماضي، ولا يزال المعدن الأصفر يملك مستهدفات فنية تتجاوز 2300 على المدى المتوسط، وتعد منطقة 2080 هي الدعم الأهم للذهب على المدى المتوسط كذلك.

من جانب آخر هبطت السوق السعودية أكثر من أربعمائة نقطة بعد انتهاء فترة إعلانات الربع الرابع للعام الماضي 2023، وحقق قطاع البتروكيماويات للمرة الأولى خسائر خلال عام 2023 تجاوزت الخمس مليارات ريال، وذلك بسبب تراجع متوسط أسعار بيع المنتجات وانخفاض معدلات الطلب العالمية، ويعد القطاع من القطاعات القيادية والمؤثرة، ولا تزال السوق تحافظ على متوسطها للخمسين يوما عند 12450 نقطة.

نقلا عن صحيفة الاقتصادية