أداء واعد لسوق الأسهم، لكنه بحاجة لدعم من الفيدرالي

تتداول العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بإرتفاع بنسبة 6% عن أدنى مستوى وصلت إليه خلال جلسة تداول الإثنين. هذه البداية القوية في السوق الأمريكي بداية الشهر والربع الاخير من السنة أيضًا جائت بعد أن وصلت الأسعار خلال شهر سبتمبر إلى أدنى مستوياتها منذ شهر نوفمبر 2020 حيث تداولت تحت خط 3,600.

الأداء القوي الذي شهده السوق في اليومين الاخيرين قد يشير إلى إمكانية الصعود نحو مستويات أعلى وليس مجرد إرتداد في الأسعار.من ناحية الثيران، يبدو أن الآمال تتجدد بتخفيف وتيرة التشديد النقدي من قبل صُنّاع القرار.

البيانات الاقتصادية السيئة بدأت تظهر كمؤشر مطلوب من الأسواق خاصة في جلسة تداول البارحة، حيث بدأت التكهنات تزداد عن ضرورة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من 75 نقطة أساس إلى 50 نقطة أساس، وذلك بعد صدور بيانات فرص العمل الأمريكية السيئة. 

الأمر المؤكد ان هكذا بيانات غير كافية لوحدها لإعطاء صورة واضحة عن حال الاقتصاد، حيث تنتظرنا بيانات التوظيف هذا الأسبوع التي يعطي لها الاحتياطي الفيدرالي إهتمام أكبر.

من ناحية أخرى، نلاحظ أن موجة الشراء في مؤشر S&P 500 بدأت تظهر عند وصول الأسعار للمتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، بالقرب من مستوى 3,600. الأمر اللافت هو أن إرتداد السوق القوي من هذا المستوى كان قد حصل سابقا خلال عام 2018، 2016 و 2011.

التصحيح نحو منطقة المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم جعلت من هذا المستوى منطقة شراء جذابة، إن كان في الفترة الأخيرة أو حتى في الفترة الممتدة من عام 1980 حتى 2001. بالإضافة إلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، يبدو أن السوق وجد نفسه في حالة تشبّع بيعي خلال الأشهر الأخيرة.

على الرغم من ذلك، يبدو أننا بحاجة إلى المزيد من التأكيد لنرى إتجاه صعودي حاسم. إذا نظرنا إلى الرسم البياني الأسبوع، نرى أن موجة البيع بدأت في منتصف شهر أغسطس وفشلت في كسر مستوى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم. من منظور فني، نحن بحاجة لنرى خرق لمستوى 3,900 لمؤشر S&P 500 (خط فيبوناشي 61.8%) لكي نؤكد إتجاه السوق الصاعد. أضف إلى ذلك لهجة الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته للفترة المقبلة قد تساعد كثيرا في المضي على هذا الاتجاه.