قوة بيانات التجزئة تعزز الدولار وتضعف الأسهم الأمريكية والذهب

جاءت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية إيجابية وتجاوزت توقعات الأسواق، وكان لذلك تأثير متفاوت على كل من الدولار الأمريكي و الأسهم الأمريكية، بالإضافة إلى أسعار الذهب، ولقد سجل مؤشر مبيعات التجزئة ارتفاعا على أساس شهري بنسبة 5.3%، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل المؤشر نموا بنسبة 1.1%. وكان المؤشر قد شهد انخفاضا بنسبة 0.7% خلال ديسمبر الماضي، وتم مراجعتها إلى انخفاض بنحو 1%.

ولقد كان لذلك تأثير إيجابي على الدولار الأمريكي، حيث عزز مؤشر الدولار الأمريكي من ارتفاعاته خلال تداولات سوق العملات بنسبة ارتفاع حاليا تصل إلى 0.50% وسجل حوالي 90.95 نقطة، مستفيدا من إيجابية هذه البيانات والتي تقيس قوة إنفاق المستهلك الأمريكي، وبإيجابية هذه البيانات فقد ينعكس ذلك صعودا على بيانات التضخم، بما يزيد الضغوط على الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة وبخاصة مع ارتفاع أسعار النفط بشكل ملحوظ، بما قد يتطلب ذلك التخلي عن الفائدة المنخفضة سريعا.

وعلى الجانب الاَخر، فإن تأثير هذه البيانات كان سلبيا على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بين أسعار الذهب والدولار الأمريكي، فقوة الدولار وتعزز شهية المخاطرة عليه بسبب التفاؤل حيال التخلي عن الفائدة المنخفضة داخل الولايات المتحدة قريبا بسبب البيانات الاقتصادية الإيجابية ساهم في التأثير سلبيا على الذهب وأضعف الطلب عليه باعتباره ملاذ اَمن، وحاليا تستقر أسعار الذهب قرب مستويات 1780 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر الماضي، في انتظار صدور نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي والمقررة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء قبل البحث عن دافع جديد للهبوط.

وأيضا، فمع تعزز توقعات رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتزايد الضغوط عليه نحو التخلي عن السياسات التسهيلية بسبب إيجابية البيانات الاقتصادية وعلى رأسها بيانات مبيعات التجزئة والتي قد تعطي صورة حول بيانات التضخم المقبلة، فإن الأسهم الأمريكية تضررت من هذه التوقعات، لأن سوق الأسهم الأمريكية دائما ما تعاني بقوة إذا ما ارتفعت الفائدة لأن ارتفاع الفائدة على الدولار قد يكون استثماراً أفضل من الاستثمار بأسواق الأسهم الأمريكية، وبالتالي تعزز توقعات رفع الفائدة أثر سلبيا على الأسهم الأمريكية والتي افتتحت تداولات اليوم على انخفاض واضح سواء في مؤشر S&P أو مؤشر ناسداك أو مؤشر داو جونز.