لماذا بيانات التضخم الأمريكية مهمة للغاية وكيف تؤثر على تحركات الدولار؟

يترقب مستثمري الدولار باهتمام كبير صدور قراءة التضخم الأمريكي والتي سيكون لها تأثير قوي على تحركاته وبخاصة مع التوقعات باستمرار هدوء وتيرة الضغوط التضخمية داخل الولايات المتحدة وهو ما سيكون له انعكاسات قوية على قرارات السياسة النقدية المقبلة للفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعاته في العام الجاري.

وعلى الأرجح، لن تؤثر بيانات التضخم الصادرة اليوم على قرار الفيدرالي الأمريكي خلال يوليو الجاري سواء كانت البيانات إيجابية وتجاوزت توقعات الأسواق، أو سلبية وجاءت دون المتوقع أو أقل من توقعات أسواق العملات والتي تشير إلى أن التضخم العام قد يتراجع لمستوى 3.1%، وأن ينخفض التضخم الأساسي لمستوى 5%، وبخاصة وأن الأسواق باتت تسعر رفع الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس إضافية خلال اجتماع يوليو المقبل، وهذا يدعو للتساؤل لماذا هذه البيانات مهمة للغاية؟

والإجابة على هذا التساؤل تكمن في القول بأن الأسواق ومع تسعيرها لقرار الفائدة في يوليو المقبل ورفع جديد للفائدة بنسبة 0.25%، إلا أن هذه البيانات التضخم المرتقبة سيكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي، نظرا لأنها ستعطي إشارة واضحة للفيدرالي الأمريكي لاتخاذ قرارات السياسة النقدية فيما بعد شهر يوليو الجاري، وبخاصة وأن الأسواق تحاول معرفة قرارات الفيدرالي فيما بعد شهر يوليو، وهل يرفع الفائدة من جديد أم لا وتنتهي دورة التشديد النقدي الأمريكية عند هذا الحد، ولذا، فإن هذه البيانات سيكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي وفقا للسيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: يتمثل في قوة بيانات التضخم وتجاوزها لتوقعات الأسواق، حيث قد يستقر التضخم العام أعلى مستوى 3.1%، ويواصل التضخم الأساسي استقراراه أعلى مستوى 5.0%، وفي هذه الحالة، فإن أسواق العملات قد تسعر قرار جديد للفائدة هذا العام فيما بعد شهر يوليو، ولذلك، قد تعطي هذه البيانات الإيجابية دفعة قوية لمؤشر الدولار وقد نشاهده يرتفع أعلى مستوى 102 نقطة مجددا، وقد يواصل الصعود نحو مستويات 103 وربما 105 نقطة، ولكن هذا السيناريو سينتظر بيانات أخرى جديدة داعمه لهذا السيناريو.

السيناريو الثاني: قد تأتي بيانات التضخم الأمريكية ضعيفة وأقل من توقعات أسواق العملات ويهبط التضخم العام إلى ما دون مستوى 3.1%، والتضخم الأساسي أسفل مستوى 5.0%، وهذا السيناريو السلبي سيعطي إشارة واضحة للأسواق بأن دورة التشديد النقدي الأمريكي شارفت على الانتهاء وربما تكون انتهت فعليا، وهذا السيناريو سيؤثر بكل قوة على تحركات الدولار ولكن هذه المرة لأسفل، حيث قد نرى هبوطا واضحا للمؤشر نحو مستوى 100 نقطة وربما دون أكثر من ذلك، ولكن أيضا، سينتظر هذا السيناريو تأكيدا من بيانات أخرى وعلى رأسها بيانات سوق العمل، حتى يواصل الدولار هبوطه نحو مستوى 99 أو ربما 98 نقطة.