كيف سيتأثر الدولار الأمريكي بمؤشرات سوق العمل غير المتوقعة؟

لقد شهدنا الأسبوع الماضي بيانات ومؤشرات اقتصادية فاقت كل التوقعات في الولايات المتحدة الأمريكية إذ انخفضت نسبة البطالة الى أدنى مستوى لها منذ 53 عام لتصل الى 3.4%. وقد يؤدي هذا الأمر إلى إرباك في قرارات وسياسات المجلس الاحتياطي الفديرالي الأمريكي في اجتماعه المقرّر في مارس 2023 بشأن رفع معدل الفائدة إذ كان هذا الأخير قد راهن على أن تكون نتيجة بيانات التوظيف ضعيفة نوعا ما أو معتدلة بعض الشيْ ليستمر في خطته الأساسية في محاربة التضخم الذي وصل الى %9.1 في يونيو من العام الماضي وهي أعلى نسبة منذ عام 1981. وقد انخفضت هذه النسبة بدءًا من يوليو 2022 ستة مرات على التوالي لتصل الى 6.5% في ديسمبر 2022. كما تترقب الأسواق خطاب جيروم باول غدًا الثلاثاء للتنبؤ بتحركات الفيدرالي الأمريكي المقبلة بشأن الفائدة وما له من تأثيرات على تحرّك الدولار.

والجدير بالذكر أن المجلس الاحتياطي الفديرالي كان قد رفع معدل الفائدة سبع مرات العام الماضي أي بما يعادل 425 نقطة أساس، ثم رفعها 25 تقطة أساس في يناير من هذا العام لتتراوح بين 4.50% و4.75% وكانت التوقعات قد أشارت إلى أن زيادة 25 نقطة أساس على الفائدة باتت شبه محسومة خلال الشهر القادم حتى اتت مؤشرات سوق العمل مفاجئة الأمر الذي غيّر المعادلة، فأصبحت الزيادة المحتملة 50 نقطة أساس بنسبة 98% و25 نقطة أساس بنسبة فقط 2% مع ترقب الشديد لمؤشر أسعار المستهلكين المنتظر في 14 فبراير والذي سوف يحدد وتيرة رفع الفائدة بشكل أدق فإذا تجاوزت نتيجة المؤشر 6.5% سيتأثر الدولار الأمريكي إيجابًا إلى حد كبير.

أما بالنسبة لمؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء عملة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية فقد تجاوز اليوم كل من نقطة الارتكاز 103.08 ومستويات المقاومة 103.17 و103.22 و103.31. وفي حال تم كسر نقطة الارتكاز فمن المحتمل أن ينخفض هذا المؤشر الى مستويات الدعم 103.12 و103.03 و102.95.