نظرة على مؤشر الدولار قبل صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي!

خلال الفترة الماضية سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعا ملحوظا وتعافى من مستوياته المنخفضة مؤخرا ليتم تداوله أعلى مستوى 90 نقطة، وبخاصة في ظل تفاؤل الأسواق حيال التعافي الاقتصادي الأمريكي من تداعيات الفيروس التاجي الخطير وهو ما يستدعي تحرك الفيدرالي الأمريكي نحو إنهاء التيسير النقدي بأسرع من المتوقع، وهو ما عزز من موقف الدولار الأمريكي بسوق العملات.

وتترقب أسواق العملات اليوم الأربعاء صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي حول السياسة النقدية في تمام الساعة 6 مساءا بتوقيت جرينتش، وسط توقعات بالإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، ولكن سيكون تركيز الأسواق منصبا على بيان الفائدة، والتوقعات الاقتصادية الصادرة عن الببنك، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول للتعليق على قرارات السياسة النقدية عقب صدورها بنصف ساعة، وهو ما سيكون له تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى، وبخاصة مع ترقب المستثمرين لأي دلائل أو تلميحات حول إنهاء السياسة النقدية التسهيلية بأسرع من المتوقع.

ويواجه الفيدرالي الأمريكي ضغوطا متصاعدة خلال الفترة الأخيرة في ظل ارتفاع معدل التضخم بقوة وهو ما يستدعي تحرك الفيدرالي للسيطرة على ارتفاعاته القوية، ولكن التأكيدات الدائمة من جانب أعضاء الفيدرالي حول أن التضخم المرتفع مؤقتا وأنه سيبدأ في الانخفاض بمرور الوقت لا تستطيع تهدئة الأسواق، وبالتالي يجب على الفيدرالي الأمريكي أن يرسل إشارات قوية خلال هذا الاجتماع حول كيفية كبح جماح التضخم المرتفع خلال الفترة المقبلة، وبخاصة وأنه يتسبب في المزيد من المشكلات الاقتصادية للمواطنين والذين يعانون من أضرار فيروس كورونا فعليا.

وبنظرة فنية على مؤشر الدولار الأمريكي نجد بأنه وجد دعما قويا من مستويات 90 نقطة تقريبا وبدأ في الصعود نحو مستويات 90.50 نقطة، ومع ترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي الأمريكي فقد نشاهد صعودا للمؤشر نحو مستوى 90.70 نقطة، وربما بعد ذلك إلى مستوى 91 نقطة، وربما إلى مستوى 91.60 نقطة، وهو أعلى مستوى لمؤشر الدولار الأمريكي منذ شهرين تقريبا، ولكن ذلك يتوقف على مدى نجاح الفيدرالي الأمريكي في طمأنة الأسواق حيال التضخم، وأن تأتي توقعات الفائدة إيجابية وإنهاء التيسير النقدي بأسرع من المتوقع، وهو خيار يظل مرجحا نوعا ما خلال هذا الاجتماع.