أسعار الذهب تتلقى الدعم من ارتفاع التضخم والمخاوف الجيوسياسية

تراجعت أسعار الذهب مع بداية تداولات  اليوم، بعد أن سجل أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريبًا خلال تداولات الأسبوع الماضي. واستمرت المخاوف بشأن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، مما أدى إلى انخفاض شهية المستثمرين للمخاطرة.

وأدت مخاوف الولايات المتحدة من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يكون وشيكًا، مما دفع أسهم آسيا والمحيط الهادئ إلى الاتجاه الهابط ، واتجه النفط إلى أعلى مستوياته في سبع سنوات. 

ووصلت أسعار الذهب الأسبوع الماضي، ليتداول المعدن الثمين حول 1862 دولار، حيث استفاد المعدن الثمين من عدّة أساسيات ساهمت في ارتفاعه، أهمها التوتّرات الجيوسياسية بين روسيا و أوكرانيا التي لعبت دوراً مهماً في زيادة طلب المعدن الثمين، فكما نعلم، يستخدم الذهب للتحوّط من المخاطر ليس فقط الاقتصادية، بل أيضاً الجيوسياسية.

من ناحية أخرى، التضخّم المفرط الذي وصلت له الولايات المتحدّة وعدد من الدول، يدفع المتداولين لطلب الذهب كأداة للتحوّط من التضخّم، فقد وصل التضخّم في الولايات المتحدّة إلى 7.5% وكذلك في بريطانيا إلى 5.4%، فيما في منطقة اليورو يبلغ لتضخّم 5.1%، وهذا بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.

ننتظر هذا الأسبوع مزيداً من البيانات التضخمّية من الولايات المتحدّة متمثّلة في بيانات مؤشر أسعار المنتجين، والتوقعات بارتفاع نسبته 0.5% الشهر الماضي.

ويلعب الدولار الأمريكي دورا في تحركات أسعار الذهب بوجود العلاقة العسكية التي تربطهما  ربما نرى الدولار على المدى القصير متأثرا ببيانات التضخم الأمريكية

بحسب مجموعة CME، احتمال رفع الفائدة شهر مارس المقبل أمر شبه مؤكّد، فالتوقعات تشير لاحتمال رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع مارس القادم.

على مدى هذه السنة، قد يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة لأربع مرّات على الأقل، وتتجه التوقعات حاليًا أن تصل عدد مرات زيادة أسعار الفائدة لـ 7 مرات، وهذا ما يفسّر احتمال بقاء الدولار قوّياً على المدى المتوسط والطويل أمام سلّة من العملات الرئيسية.

أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية لأسعار الذهب وبحسب قسم الدراسات بإيكويتي فيبدو بأن الفرصة متاحة لمزيد من الارتفاع في المعدن الثمين، وفنيّاً مستويات المقاومة الأقرب للذهب تقع حول سعر 1877 متبوعة بسعر 1893، واحتمال وصول هذه المستويات قد يكون متاحاً بشرط الثبات فوق سعر 1825. لكن، يجب متابعة أي مستجدات مؤثّرة في المعدن الثمين.

تجدر الإشارة إلى أن المعدن الثمين قد يتأثّر سلباً بتوجّه البنوك المركزية لرفع الفائدة وتشديد السياسة النقدية، لكن في نفس الوقت قد يكون لارتفاع التضخّم تأثير إيجابي على المعدن الثمين، إذ أن الذهب يعتبر تحوّطاً ضد مخاطر التضخّم.