لماذا تترقب أسعار الذهب بيانات التوظيف الأمريكية؟

تترقب أسواق العملات والسلع صدور بيانات التوظيف الأمريكية مع نهاية الأسبوع الجاري تزامنا مع أهمية كبيرة لهذه البيانات الأمريكية وبخاصة مع كثرة الحديث بالأسواق حيال قيام الفيدرالي الأمريكي بالإعلان عن تقليص وتيرة شراء السندات خلال اجتماع السياسة النقدية بسبتمبر الجاري في ظل إيجابية البيانات الاقتصادية الأمريكية وعلى رأسها بيانات التوظيف، وسيكون لهذه البيانات تأثير قوي تحركات الدولار الأمريكي بسوق العملات وهو ما سينعكس تلقائيا على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بين الدولار الأمريكي وبين أسعار الذهب.

وتشير التوقعات إلى أن بيانات التوظيف الأمريكية قد تميل نحو السلبية خلال شهر أغسطس الماضي وبخاصة مع معاناة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة من فيروس كورونا وارتفاع وتيرة الإصابات بمتحور دلتا الجديد، وهو ما قد يكون له انعكاسات قوية على الأوضاع بسوق العمل والتوظيف خلال الفترة الماضية وتباطؤ تعافي الاقتصاد من تداعيات الفيروس التاجي وهو ما قد يؤخر الفيدرالي الأمريكي في تقليص وتيرة مشتريات السندات قريبا، وقد يكون لذلك انعكاسات سلبية قوية بتحركات الدولار الأمريكي وإيجابية على أسعار الذهب.

وبنظرة فنية على الإطار الزمني اليومي لأسعار الذهب ، نجد بأن الأسعار وجدت دعما قويا قرب مستوى 1675 دولار للأوقية وارتفعت أعلى مستوى 1800 دولار للأوقية مجددا والذي قد يكون مؤشرا على احتمالية صعود أسعار الذهب بالفترة المقبلة.

وتستقر أسعار الذهب حاليا قرب مستوى 1815 دولار للأوقية، ومع ترقب بيانات التوظيف الأمريكية بنهاية الأسبوع الجاري، ومع احتمالية سلبية هذه البيانات، فقد نشاهد صعودا لأسعار الذهب نحو مستوى 1833 دولار للأوقية كهدف أول، وإذا نجحت بتجاوز هذا الهدف فقد نشاهد مستوى 1876 دولار للأوقية كهدف ثان، وهذه المقاومة القوية عند هذا المستوى مهمة للغاية لأن النجاح بتجاوزها قد يدفع أسعار الذهب أعلى مستوى 1900 دولار للأوقية مجددا، وهو أعلى مستوى منذ يناير الماضي، ولكن هذا المستوى ربما يكون بعيد نسبيا ويتوقف على مدى سوء الأوضاع الصحية والاقتصادية الأمريكية وتضررهم بقوة من متحور دلتا الجديد.