الجنيه الاسترليني وحالة من الغموض السياسي

تترقب الأسواق نتائج الانتخابات العامة في المملكة المتحدة يوم الخميس القادم، حيث تنحصر المنافسة حاليًا ما بين حزب المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون، وحزب العمال بقيادة إد ميليباند، ويبدو أننا في طريق قيام الحزبين بعقد صفقات انتخابية للحصول على الأغلبية المطلقة داخل مجلس العموم (326 مقعد)، وقد يؤدي الخروج بنتائج غير حاسمة لهذه الانتخابات إلى حالة من عدم الاستقرار، حيث سيكون من المستحيل أن تقوم حكومة أقلية بتمرير التشريعات الحاسمة، وفي حالة فشل حصول أحد الحزبين الحصول على أغلبية مطلقة وعدم تشكيل حكومة، فقد نكون أمام سيناريو لإعادة الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

ويرحب حزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم الحالي بتكوين شراكة مع أي من الحزبين، بينما يسعى الحزب الوطني الاسكتلندي لعقد شراكة مع حزب العمال للحيلولة دون وصول حزب المحافظين للحكم في ظل خسارتهم استفتاء استقلال اسكتلندا.

وفي ظل حالة الغموض السياسي تلك تنحصر تداولات الاسترليني دولار في نطاق ضيق بين المستويين 1.5200 – 1.5088، بعد كسر خط الاتجاه الصاعد، ويجري تداوله حاليًا قرابة المتوسط المتحرك الأسي 50 عند المستوى 1.5171، ولم يستطع الزوج الصمود فوق مستوى 1.5200 عقب وصوله لأعلى مستوياته على مدار اليوم عند 1.5216، ليتراجع متأثرًا بتباطؤ نمو قطاع البناء البريطاني والذي سجل أدنى مستوى له على مدار 22 شهرًا. وقد نرى تراجعًا للجنيه الاسترليني ليتجه صوب مستوى الدعم 1.5088 ليقوم باختباره مجددًا قبل يوم من الانتخابات البريطانية.

ويُنتظر غدًا بعض البيانات الاقتصادية التي ربما تُثقل كاهل الجنيه الاسترليني، حيث سيتم الإعلان عن بيانات القطاع الخدمي البريطاني، أيضًا ستصدر قراءة مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي، والقراءة الأولية لتكاليف العمالة الأمريكية.