الضبابية السياسية توجه ضربات موجعة جديدة للإسترليني

أسفرت أول مناظرة انتخابية تليفزيونية في المملكة المتحدة عن نجاح منقطع النظير لزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، نيك كليج، ليلة أمس حيث ارتفعت إمكانية فوزه بالانتخابات العامة لرئاسة الوزراء بنسبة 51% وفقًا استطلاع رأي . كما وصفت التليجراف البريطانية كليج بأنه استغل مساواته بزعيمي الحزب الحاكم وحزب المعارضة الأول في تقديم نفسه تحت عنوان "صوت النزاهة" علاوة على وصفها أياه بأنه تحدى منافسيه ليكون صادقًا مع الشعب. وظهر من خلال النتائج المشار إليها لاستطلاعات الرأي أن كليج استخدم تكتيكًا مختلفًا عن نظيريه براون وكاميرون تمكن من خلاله تحقيق فارق كبير بينه وبين منافسيه.


كما يُعَد الظهور المفاجئ لكليج على الساحة السياسية وفي خضم الحملات الانتخابية مفاجأة كبيرة على الصعيد السياسي قلبت كل الموازين وغيرت كل الحسابات وأربكت الجميع مخلفة وراءها قدرًا كبيرًا من التعقيد الذي أضحت تتسم به الانتخابات العامة مما يجعل التنبؤ بالنتائج من الأمور التي تكبد العناء كل من يحاول التوصل إليها. كما أظهر استطلاع الرأي الذي أُجري بمعرفة اليوجوف أن الحزب الديمقراطي الليبرالي من الممكن أن يحصل على 22% من الأصوات في الانتخابات القادمة بينما تقتصر الأصوات التي من الممكن أن يحصدها حزبي العمال والمحافظين على 6.00% من إجمالي الاصوات البريطانية. تشير النتائج المشار إليها أن إمكانية الوصول إلى حالة البرلمان المعلق أصبحت واضحة وقريبة جدًا من التحقق على الرغم من أن الانتخابات لا زال أمام انعقادها أسابيع قليلة مع إمكانية حدوث تغيرات سريعة في نماذج التصويت.


هبط الإسترليني بواقع سنت مقابل الدولار الأمريكي بافتتاح التعاملات الأوروبية هذا الصباح متأثرًا من مخاوف الموقف السياسي ومدة الضبابية التي أضحى يتسم بها في الوقت الراهن. كما راحت العملة في صراع محتدم بين الثيران الذين يرون البيانات الاقتصادية البريطانية دائمة التحسن سوف تدعم العملة بينما ذهب الدببة إلى أن العجز المالي الحاد والافتقار إلى إرادة سياسة موحدة من الممكن أن يهبطا بالإسترليني إلي مستويات أقل وأقل مما هو عليه في الوقت الراهن.


بصفة عامة، كان الاتجاه العام للعملة يتأثر بقوة بالمخاوف السياسية، إلا أنه سرعان ما كان يتخلص من هذا التأثر بمجرد ظهور بيانات إيجابية. ومع خلو المفكرة الاقتصادية اليوم من أحداث الإسترليني، يخضع تداول الإسترليني لاتجاهات شهية المخاطرة حتى نهاية اليوم الجاري، ولكن في حالة مجيء بيانات الأسبوع القادم للمملكة المتحدة على رأسها إعانات البطالة ومبيعات التجزئة إيجابية، من الممكن أن نرى (الإسترليني / دولار) يخوض تحديًا جديدًا مع مستوى 1.5500 على الرغم من الضبابية السياسية.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image